نشط فريق من الخبراء العاملين بمؤسسة الاستشارة الفلاحية الدولية بسيدي بلعباس يوما دراسيا حول الأنواع الجديدة لحبوب الذرة البيضاء أو كما يطلق عليها إسم السرغوم.
وقد حضر اللقاء الذي نظمته الغرفة الفلاحية مئات الفلاحين، ومربي الأبقار و إطارات القطاع والمهندسين الفلاحيين. قدم فريق الأخصائيين العديد من المداخلات التي انصبت في مجملها حول أهمية الزراعة وإيجابياتها باعتبارها الخامسة عالميا من حيث الإنتاج والمساحة المزروعة بعد القمح الشعير، الذرة والأرز.
كما تعد إحدى محاصيل الحبوب الهامة التابعة للعائلة النجيلية وتعود أهميتها إلى استعمالاتها المتعددة فالسرغوم محصول غذائي وعلفي وصناعي في آن واحد، حيث يعتبر غذاءً رئيسياً لسكان عدد من المناطق في دول شرق آسيا كالهند وباكستان والصين وبعض الدول الإفريقية كالسودان والصومال، كما يمكن تقديمه كعلف مركز لتغذية الحيوانات والدواجن.
في مداخلته، أكد رئيس المؤسسة أن هذه المادة تزرع في عديد المناطق من العالم حيث تنتشر زراعتها ببيئات مختلفة، أين تمتد من خط الاستواء على الغابات حيث المساحات الهامشية ذات الأمطار الوفيرة إلى المناطق المدارية والجافة، ومن المناطق الساحلية الحارة والجافة إلى المناطق المرتفعة والباردة، فهي تجود في الأقاليم الحارة الشديدة الجفاف وتزيد سرعة إنباتها كلما ارتفعت درجة الحرارة.
قال رئيس المؤسسة أيضا أن هذه المادة تتحمل البرودة، وهو ما شجع على التفكير في زراعتها والاستفادة من مميزاتها الإيجابية في توفير التغذية الحيوانية التي لا تزال تعتمد على التبن، الرعي بالأراضي البور والقليل من الأعلاف، وللحد أيضا من العجز المسجل في تغذية الأنعام المخصّصة لإنتاج الحليب على وجه الخصوص، وختم بالقول أن الوضعية التي تعيشها سوق تغذية الأنعام دفعت بالمؤسسة إلى التوجه والإستثمار في هذه الزراعة وإجراء بحوث معمّقة في أنواع هذه المادة، خاصة تلك المناسبة للمناخ والأتربة المتوفرة محليا، أين أثبت حوالي تسعة أنواع ملاءمتها بعد إخضاعها لتجارب زراعية، الأمر الذي يشجع على تعميم هذه التجارب لدى الفلاحين وتشجيعهم لتحقيق إنتاج من شأنه الحد من العجز المسجل في التغذية الحيوانية عبر مختلف ولايات الوطن.