تودّع آلاف العائلات التي كانت تقيم بالبيوت القصديرية نهاية فيفري الجاري الحياة الصعبة التي كانت تعيشها منذ سنوات، في إطار العملية الاخيرة من عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها ولاية الجزائر، وبالتالي طي ملف القصدير والأكواخ التي شوّهت العاصمة طيلة عقود من الزمن.
وشهدت العاصمة منذ انطلاق عمليات الترحيل، إعادة إسكان آلاف العائلات التي كانت تقطن في ظروف جد صعبة، آخرها كانت العملية العشرين التي تم ترحيل من خلالها 6 آلاف عائلة من 15 بلدية بالعاصمة، فيما عرفت العملية الــ 19 إزالة حي «الرملي» بعد أن تعطلت برمجة ترحيل قاطنيه لشهور عديدة، نظرا إلى العدد الكبير الذي يضمه الحي والذي تجاوز 4 آلاف عائلة.
وبعد أيام قليلة ستنطلق العملية الاخيرة من إعادة الاسكان، حيث سيطوى بعدها ملف القصدير نهائيا، وتطوى معها معاناة الآلاف من العائلات الجزائرية من خلال ترحيل ما تبقّى من عائلات في دفعة أخرى وأخيرة، لتكون العاصمة أول عاصمة إفريقية عربية متوسطية بدون بناء قصديري.
المرحلة الأخيرة من إعادة الاسكان ستخصّص لها حصة سكنية معتبرة، والتي ستوزع على العائلات التي لازالت تقطن في بيوت القصدير، ومع ترحيلها سيطوى هذا الملف نهائيا كون السلطات المعنية رفعت تحدي القضاء على كل الاحياء الهشة واعادة اسكان كل الذين تثبث احقيتهم في السكن، وذلك من أجل إعادة بريق العاصمة الذي عكره القصدير، حيث تم القضاء على جزء كبير منه منذ انطلاق عمليات إعادة الاسكان في جوان 2014.
وبلغة الأرقام فإنّ عمليات الترحيل الاخيرة رفعت عدد العائلات المرحلة الى أربعين الف عائلة، حيث تم في الاشهر الاخيرة لماضية القضاء على أكبر المواقع القصديرية التي ظلت النقطة السوداء التي تشوه عاصمة البلاد لسنوات عديدة، فيما تسعى السلطات خلال المرحلة القادمة إلى ترحيل ما تبقى من قاطني القصدير في عملية أخيرة ينتظرها آلاف العاصميين، لينتهي بذلك ملف القصدير من العاصمة، بعد أن عجزت السلطات لسنوات عديدة عن إزالته من عاصمة البلاد التي عانت الويل في وقت سابق.