تشرف الوكالة الوطنية للموارد المائية المديرية الجهوية الغربية للهضاب العليا بسعيدة على إنجاز بئر استكشافية بعمق 400 متر طولي ببلدية دوي ثابت، وهي الأولى من نوعها على مستوى الولاية، يهدف هذا المشروع إلى استكشاف طبقة جيولوجية جديدة وتأكيد نتائج دراسة جيوفيزيائية أجريت في المنطقة سابقا.
يعد هذا البئر خطوة مهمة نحو فهم أعمق للموارد المائية الجوفية واستغلالها بشكل مستدام، إلى جانب المشروع الاستكشافي، تعمل الوكالة بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية على تحديد أماكن حفر الآبار الفلاحية ومتابعة تنفيذها ميدانيا.
كما تشمل الجهود الجارية إجراء دراسة فيزيائية متخصصة في المنطقة، بهدف ضمان نجاح عملية الحفر والتأكد من مستوى جودة وكمية المياه الجوفية المكتشفة. ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال في الأيام القليلة المقبلة، وفق ما أكده مسؤولو الوكالة.
بالإضافة إلى بئر دوي ثابت، تسعى الوكالة إلى تنفيذ دراسة جيوفيزيائية بمنطقتي المعمورة وتيرسين، حيث تعتبر هذه المناطق جيولوجيا صعبة، ما يستوجب اعتماد تقنيات متطورة في الاستكشاف.
وتساعد هذه الدراسات في تحديد المواقع المثلى لحفر الآبار وضمان استغلال الموارد المائية بكفاءة. وفي حال أظهرت النتائج كميات ونوعية مياه جيدة، سيتم تخصيص البئر المكتشف لدعم ولاية سعيدة بالمياه الصالحة للشرب، مما يعزز الأمن المائي في المنطقة.
وقد استفاد قطاع الموارد المائية بولاية سعيدة خلال سنة 2024 من برنامج لإنجاز 2800 متر طولي من الآبار، وهو امتداد لما تم إنجازه سابقا. يشمل هذا البرنامج حوالي 11بئرا مجهزة بالهندسة المدنية والتوصيلات الكهربائية، بالإضافة إلى عمليات تأهيل الآبار القائمة لتعزيز إنتاجيتها.
وتهدف هذه المشاريع إلى تحقيق استدامة الموارد المائية من خلال الحفاظ على المخزون الجوفي وضبط مستويات الضخ بما يتلاءم مع الاحتياجات المتزايدة للسكان.
كما تعد هذه المشاريع ذات أهمية استراتيجية لضمان إمدادات المياه للساكنة والفلاحين، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتحديات المائية، كما أن تحسين البنية التحتية للموارد المائية يساهم في تحقيق التنمية المحلية واستدامة النشاطات الزراعية والصناعية بالولاية.
وتحرص السلطات على اتباع معايير تقنية دقيقة للحفاظ على التوازن المائي واستغلال الموارد بطريقة مستدامة، بما يضمن تأمين احتياجات المواطنين للأجيال القادمة.
