قبيل انطلاق حملة صيد التونة الحمراء

بومرداس.. “الـــســـرديـــن” يُـــنـــعــــش أســــواق الأســــمــــــاك

بومرداس: ز. كمال

 

 تــــراجــــع في الأســــعــــار وإقــــبــــال كــــبـــــير مــــن المــــســــتــــهــــلــــكــــــين

شهدت أسواق ومسمكات ولاية بومرداس الأيام الأخيرة إنزالا كبيرا لمنتوج سمك السردين بعد فترة طويلة من الانقطاع وشبه الندرة وهو ما ساهم في تراجع سعره الى حدود 500 دينار، حيث شهدت مختلف نقاط وطاولات البيع المنتشرة عبر الطرقات إقبالا للمواطنين على اقتناء هذه المادة الغنية بالبروتينات.

سمحت الأجواء الربيعية المستقرة هذه الايام على طول الشريط الساحلي للوطن من انتعاش نشاط الصيد البحري وعودة الصيادين والناشطين في هذا القطاع بقوّة ما سمح بدخول كميات معتبرة من سمك السردين على مستوى الموانئ الثلاثة لبومرداس وخصوصا ميناء زموري، الأمر الذي أنعش النشاط التجاري وعودة الباعة المتنقلين وأصحاب الطاولات لبيع هذا المنتوج الأكثر استهلاكا من قبل المواطن، وهذا بعد فترة طويلة من غيابهم نتيجة تراجع الإنتاج وارتفاع أسعاره إلى حدود 900 وألف دينار وأكثر بالنسبة للنوعية الرفيعة، فيما عرفت أسعار باقي الأصناف الأخرى تضاعفا ولم يعد في متناول الجميع.
وقد سمحت هذه العودة القوّية لمنتوج السردين في تراجع أسعاره الى حدود 500 دينار في بعض المناطق وما بين 600 الى 800 دينار بحسب النوعية لكنها انطلاقة مبشرة بحسب ما رصدته “الشعب” من تصريحات للمواطنين الذين أقبلوا بقوة على اقتنائه ما جعل السلعة المعروضة تنفذ بسرعة مستغلين تراجع الأسعار إلى حدود معقولة وتأثير ظاهرة الندرة التي جعلت هذا المصدر الغذائي الاساسي يغيب ولفترة طيلة على المائدة وعلى عكس العادة الإجتماعية باعتبار أن المواطنين وخاصة القاطنين بالمدن الساحلية والمهنيين في القطاع ألفوا وجود هذا الطبق الرئيسي شبه اليومي قبل أن تتغير الظروف المتداخلة التي أدت الى تقليص المنتوج بدرجة كبيرة مقابل ارتفاع السعر رغم المجهودات المبذولة لترقية نشاط الصيد البحري وتوسيع الاستثمار المحلي الى مزارع تربية المائيات في الأقفاص العائمة وأحواض السقي الفلاحي.
كما سمحت هذه العودة بانتعاش الوضعية المهنية للصيادين والتجار المتخصصين الذين عانوا كثيرا بسبب قلة النشاط وندرة الانتاج في الأشهر والسنوات الأخيرة وإدخالهم في عطلة وبطالة تقنية مفروضة مما أثر سلبا على وضعيتهم المهنية والمعيشية باعتبار أن هذا النشاط يعتبر مصدر رزق أساسي لهم ولعائلاتهم، مما اضطر الكثير منهم الى تغيير مكان العمل من موانئ الصيد ببومرداس الى موانئ أخرى خصوصا بالولايات الغربية من الوطن للحفاظ على نشاطهم مما ساهم في ارتفاع الأسعار بسبب قلة الإنتاج وتكاليف النقل بحسب تصريحات عدد من الباعة.
هذا ويأمل المستهلك وحتى المهنيين في هذه الشعبة أن ينتعش قطاع الصيد البحري بولاية بومرداس خلال هذه الفترة وحتى شهر سبتمبر مع تحسن الأحوال الجوية ونضج الثروة السمكية في انتظار انطلاق حملة صيد التونة الحمراء بداية من شهر ماي المقبل التي تخضع لشروط قانونية دقيقة ومراقبة صارمة من قبل اللجنة الدولية “ايكات” التي تسهر على توزيع كمية وحصة كل دولة على مستوى حوض المتوسط، حيث كانت حصة ولاية بومرداس الموسم الماضي 63 طنا من أصل 2046 طن حصة الجزائر التي شاركت بأسطول مكون من 34 سفينة من الحجم الكبير منها 4 سفن مصنعة محليا من طرف مؤسسة كوريناف بميناء زموري البحري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19746

العدد 19746

السبت 12 أفريل 2025
العدد 19745

العدد 19745

الجمعة 11 أفريل 2025
العدد 19744

العدد 19744

الخميس 10 أفريل 2025
العدد 19743

العدد 19743

الثلاثاء 08 أفريل 2025