لتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع، وفي إطار تعزيز الشراكة بين المؤسسات الجامعية، نظم المركز الجامعي صالحي أحمد بالنعامة، ورشات علمية هامة بالتنسيق مع جامعة محمد بوضياف بالمسيلة وبمشاركة أساتذة وخبراء من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار – الجزائر العاصمة، بحضور السلطات الولائية وأكاديميين، وباحثين، وطلبة دكتوراه، وممثلين عن المجتمع المدني والمهتمين بالشأن البيئي والتنمية المستدامة بالنعامة.
وشكل تأثير التغيرات المناخية على المناطق السهبية والهضاب العليا، محور الورشات العلمية المنظمة بالمركز الجامعي صالحي أحمد بالنعامة مع التركيز على ولاية النعامة كمنطقة نموذجية تشهد تحديات بيئية متزايدة كالتصحر، تدهور الغطاء النباتي، شح المياه الجوفية، وتراجع النشاط الفلاحي والرعوي، من طرف أساتذة مختصين الذين شاركوا في هذه التظاهرة العلمية.
وتم تقديم دراسات ميدانية دقيقة شملت عدة بلديات من الولاية، أبرزت الوضعية البيئية الراهنة ومقدّرات المنطقة الفلاحية والرعوية، مع اقتراح حلول مبتكرة لتعزيز التكيف والصمود في وجه التغيرات المناخية.
كما تم تنظيم ورشة تكوينية لفائدة طلبة الدكتوراه والماستر 2، تمحورت حول تقنيات الاستشعار عن بعد (Télédétection) باستخدام صور الأقمار الصناعية، كوسيلة حديثة لرصد تلوث المياه الجوفية والتغيرات البيئية، بإشراف أساتذة متخصصين في الجيوماتيك وعلوم الأرض من الجامعات المشاركة لتختتم التظاهرة بمجموعة من التوصيات العملية والعلمية، منها أهمية بناء قواعد بيانات بيئية دقيقة محينة، وإدماج المجتمع المحلي في جهود التكيف البيئي، وكذا توسيع الشراكات بين الجامعة والفاعلين الاقتصاديين، ودعم البحث العلمي التطبيقي في المجالات ذات العلاقة بالتغيرات المناخية.
وأكد المشاركون نجاح هذه التظاهرة العلمية الهامة التي تعدّ لبنة أساسية نحو بلورة مشاريع بحثية مستقبلية تخدم التنمية المحلية وتدعم استراتيجيات التكيف البيئي في الجزائر، وثمن الأمين العام للولاية مسعود بولعراس خلال إشرافه على افتتاح هذه التظاهرة العلمية مسؤولي المركز الجامعي في مد جسور التعاون بين الجامعة والفاعلين المحليين، مؤكدا على أهمية هذا النوع من المبادرات العلمية في دعم السياسات العمومية لمجابهة التغيرات المناخية، وتحقيق تنمية محلية مستدامة.