“بلهورش” من أجـود الأنواع وأكثرها طلبا

الجلفـــة..موسم وفيرٌ للترفاس بأسعـار تنافسية

الجلفة: موسى دباب

تشهد أسواق ولاية الجلفة هذه الأيام انتعاشا ملحوظا في تجارة الترفاس، بعد الأمطار الأخيرة التي ساهمت في ظهوره بكميات معتبرة، ولم تقتصر هذه الأمطار على إنعاش المراعي فقط، بل أعطت دفعة قوية لهذا الفطر الصحراوي الثمين، ما انعكس على الحركة التجارية في أسواق الجلفة، التي تعرف إقبالا غير معتاد في هذا الوقت من السنة.

عرفت أسعار الترفاس بسوق وسط مدينة الجلفة تفاوتا بحسب النوع والحجم، ويعد بلهورش من أجود الأنواع وأكثرها طلبا، حيث يتميز بلونه الفاتح، قوامه الطري، ونكهته القوية، بينما يتميز الجوبر بلون داكن نسبيا وقشرة أكثر صلابة، لكنه يظل خيارا مفضلا لدى الكثيرين، خاصة في بعض الأطباق التقليدية.
ويؤكد بعض الباعة أن الترفاس المعروض في الأسواق قادم من مناطق مختلفة من داخل الولاية، مثل تعظميت، الإدريسية، ودار الشيوخ، بالإضافة إلى كميات أخرى تأتي من ولايتي الأغواط وبشار، حيث يجري تسويقه محليا أو نقله إلى ولايات أخرى وحتى خارج البلاد.
وتتراوح أسعار الترفاس لهذا الموسم بين 9000 دج للكيلوغرام بالنسبة للأحجام الكبيرة والأجود نوعية، بينما يتراجع سعره الى 8000 و4000 دج للأحجام المتوسطة والجيدة، أما فيما يتعلق بالأصناف الأقل جودة أو الأحجام الصغيرة فحدد سعرها بـ 3000 دج للكيلوغرام.
وفي مقابل ذلك، تظل أسعار الفطر الأبيض العادي أكثر استقرارا، حيث تتراوح بين 700 إلى 500 دينار للكيلوغرام، ما يجعله بديلا متاحا للراغبين في تحضير أطباق مماثلة بأسعار أقل.

مصدر رزق موسمي

يقول أحد التجار بسوق مدينة الجلفة، “الترفاس الفاخر يباع سريعا، والزبائن يبحثون عن الجودة بغض النظر عن السعر، بينما يفضل البعض الأنواع الأقل جودة بسبب تكلفته المرتفعة”، مشيرا إلى أن هذا الموسم لم يأت بكميات كبيرة لكنها تعتبر معتبرة، وتمثل فرصة ذهبية لمن يبحث عن الرزق، أحيانا أبيع أكثر من 10 كيلوغرامات يوميا، وهو ما يوفر دخلا جيدًا خلال بضعة أسابيع فقط”.
ومع ازدياد الطلب العالمي على الترفاس، خاصة في الأسواق الأوروبية والخليجية، يرى بعض المهتمين أن الجزائر تمتلك إمكانيات كبيرة لتطوير هذه التجارة، من خلال تنظيم عمليات الجمع، التخزين، والتسويق، بما يضمن جودته ويتيح تصديره بشكل أوسع. وفي هذا السياق، يشير أحد المختصين إلى أهمية تأطير هذه السوق، قائلا “الترفاس الجزائري معروف بجودته العالية، لكننا بحاجة إلى تطوير سلاسل التوريد والتخزين، إضافة إلى وضع إطار قانوني يضمن استدامة هذه التجارة”.
وتزخر ولاية الجلفة والعديد من المناطق الصحراوية، بالترفاس الذي يعد أحد الثروات الطبيعية التي تشكل موردا اقتصاديا مهما للكثير من العائلات، سواء من خلال جمعه أو بيعه. ومع تحسن الظروف المناخية ووفرة الإنتاج هذا العام، تبقى الحاجة إلى تشجيع وتنظيم هذه التجارة بما يضمن استمراريتها، ويحفظ حقوق مختلف الأطراف من جامعين، تجار، ومستهلكين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025
العدد 19704

العدد 19704

الأربعاء 19 فيفري 2025
العدد 19703

العدد 19703

الثلاثاء 18 فيفري 2025
العدد 19702

العدد 19702

الإثنين 17 فيفري 2025