السفير طالب عمر: فرنسا تتخذ من المغرب قاعدة لاستعادة نفوذها في إفريقيا
طالبت جمعية مشعل الشهيد، بإعادة بعث مشروع قانون تجريم الاستعمار، ومحاسبة فرنسا عن جرائمها بحقّ الجزائريين، خاصّة في وقت تتصاعد استفزازات اليمين المتطرّف الفرنسي وأنصاره ضدّ كلّ ما هو جزائري.
دعا رئيس جمعية مشعل الشهيد، محمد عباد، إلى إعادة فتح ملف «قانون تجريم الاستعمار» وتنصيب المجلس الأعلى للذاكرة المنصوص عليه في قانون المجاهد والشهيد، وتحيينه.
وأوضح عباد، خلال ندوة تاريخية بمناسبة اختتام الأسبوع الثقافي والتاريخي في طبعته 25، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد وتخليدا للشهداء بلا قبور، أنّ اليوم الوطني للشهيد مناسبة لتجديد المطلب الشعبي للبرلمانيين، باعتبارهم ممثلي الشعب، بإعادة فتح ملف قانون تجريم الاستعمار رسميا.
وطالب عباد بتنصيب المجلس الأعلى للذاكرة المنصوص عليه في قانون المجاهد والشهيد، في الذكرى 80 لمجازر ماي 1945، كرمز لحماية الذاكرة الوطنية على المستوى الوطني، يضمّ كفاءات شبابية علمية وتاريخية لمواصلة المسيرة، ويكون أداة للدفاع عن هذه الفئة، وإعادة النظر في قانون المجاهد والشهيد.
واغتنم رئيس «جمعية مشعل الشهيد» الفرصة للإشادة بمجهودات المعنيين بملف الذاكرة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يبذل جهودا منيرة في حماية الذاكرة الوطنية وصونها، والدليل على هذا أنّه أسّس قناة خاصّة بالذاكرة، وعيّن مستشارا مكلّفا بالذاكرة الوطنية.
وتطرّق ابن الشهيد، طاهر بن طاشة، إلى ذلك اليوم التاريخي الذي اجتمع فيه كلّ أبناء وبنات الشهداء من كلّ الولايات في 1989 بمبادرة من تنسيقية أبناء الشهداء، والخروج ببيان ختامي يدعو فيه إلى تخصيص يوم وطني للشهيد في 18 فيفري من كلّ سنة عرفانا بتضحيات الشهيد.
في المقابل، بعثت حركة ديناميكية الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا برسالة إلى أبناء الشهداء، للتأكيد على أنّ تاريخ 18 فيفري يوم خالد في ذاكراتهم كأبناء الجالية الجزائرية، وأنّهم جزء لا يتجزّأ من الأمّة الجزائرية.
فرنسا..اعتداء سافر على الصحراويين
وفي ذات المناسبة، اعتبر سفير جمهورية الصحراء الغربية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى منطقة الداخلة والعيون، تدخّلا سافرا واعتداءً على حقّ الصحراويين، وخرقا للقانون الدولي، وذلك على هامش الندوة التاريخية التي نظّمتها جمعية مشعل الشهيد.
وندّد طالب عمر، بموقف فرنسا خاصّة اليمين المتطرّف وانحيازها للتوسّع المغربي في الأراضي الصحراوية، وقال إنّ «العقلية والسياسة الاستعمارية ما تزال قائمة، خاصّة فرنسا التي كانت تدّعي نشر الحضارة في الدول الإفريقية، وخاصّة الجزائر، وتحاول التغطية على انهزامات المخزن» . وأبرز طالب عمر أنّ الاستعمار الفرنسي يحاول بسط نفوذه على المنطقة، وما يزال يحنّ إلى استرجاع مواطن النفوذ في إفريقيا، ولم يجد سوى قاعدة المخزن والصهيونية وكلّ ما يمثل القمع والظلم. وأضاف قائلا: «لا غرابة أن تتحالف قوى الشرّ، نظام المخزن يتحالف مع الكيان الصهيوني، الذي ينكّل بالشعب الفلسطيني»، وأكّد سفير الجمهورية الصحراوية، أنّ الطريق الصحيح هو الذي رسمه الشهداء مادام الصراع قائما بين قوى الشرّ والخير، والكفاح ما يزال مستمرّا. وانتهز طالب عمر الفرصة لتهنئة الجزائر بفوز مرشحة الجزائر سلمى مليكة حدادي، بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وقال إنّ «الجزائر تمثل روح التحرّر، وتأكيد حقّ الشعوب في تقرير المصير»، لينوّه بمواقف الجزائر وتضامنها مع القضية الصحراوية.
وكشف السفير الصحراوي عن الاحتفال بالذكرى 49 لإعلان الجمهورية الصحراوية، وقال إنّها الحقيقة التي ستضع حدّا لسياسة التوسّع والاستعمار، وتغيير الحدود بالعنف.