في ندوة حضرها مجاهدون وممثلو فصائل فلسطينية.. مؤرخون:

دور بارز واستثنائي للجزائر في دعم حركـات التحرر عــبر العالم

نظم قصر الثقافة مفدي زكرياء، أمس، بمقره بالجزائر العاصمة، ندوة تاريخية بعنوان «يوم الشهيد، على العهد باقون»، تمحورت حول مغزى وأبعاد إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ18 فبراير من كل سنة.
أبرز مدير قصر الثقافة مفدي زكريا، غيدة أحسن، في افتتاح هذا اللقاء، الذي تميز بحضور مجاهدين وباحثين في مجال التاريخ وطلبة وكذا ممثل مكتب حركة حماس الفلسطينية بالجزائر يوسف حمدان وممثل الحركة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر نادر القيسي، أهمية «الحفاظ على رسالة شهداء الجزائر باعتبارهم رموزا للتضحية»، وهذا لـ «الحفاظ على الذاكرة، ولإرساء الروابط بين الأجيال، تعزيزا لهويتهم وارتباطهم بقيم الثورة التحريرية».
وبدوره، تطرق أستاذ التاريخ الحديث بجامعة برج بوعريريج، بوعلام بلمعمر، في مداخلته إلى محطات مفصلية تخص دور وتأثير الثورة التحريرية في حركات التحرر في العالم، معتبرا أن إحياء اليوم الوطني للشهيد «فرصة سانحة لاستحضار الدور البارز للجزائر في دعم حركات التحرر عبر العالم وفي نيل العديد من الدول الإفريقية لاستقلالها ..».
وفي ذات السياق، ذكر المحاضر بالنصوص المؤسسة للثورة التحريرية والمتمثلة أساسا -كما قال- في «بيان أول نوفمبر 1954 ومؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956 وكذا وثيقة مؤتمر طرابلس 1962» والتي شكلت «مرجعيات لإنشاء الدولة الجزائرية والديبلوماسية الجزائرية»، لافتا في سياق كلامه أيضا إلى البعد التاريخي والحضاري والقانوني لهذه «النصوص المرجعية».
وعاد المتحدث بالخصوص إلى أهم المبادئ التي استمد منها بيان الفاتح نوفمبر 1954 أهميته التاريخية، مؤكدا أنه «وثيقة تأسيسية عبقرية ذات أبعاد استراتيجية ..»، حيث «تمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية لتدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية»، كما حدد «طابعه الجيو-سياسي في إطاره الإفريقي والمغاربي والعربي الإسلامي».
كما أشار المتحدث إلى أن بيان أول نوفمبر 1954 امتلك «رؤية عالمية»، حيث «خاطب شعوب العالم التي تعيش تحت نير الإمبريالية وأكد على ضرورة دعم ومساندة مختلف الحركات التحريرية عبر العالم ..»، وهو «ما أعطى قوة للثورة وصدى كبيرا لها».
ومن جهته، تناول المختص في علم الاجتماع الديني، ناجي علالي، «الأبعاد الدينية للشهيد ومكانته في المجتمع الجزائري»، موضحا أن ذكرى اليوم الوطني للشهيد تعد «فرصة لاستذكار قيم التضحية والكفاح في سبيل تحرير الوطن وتجديد العزم على مواصلة الوفاء لرسالة الشهداء الخالدة»، وأيضا لـ «تذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والدروس والإقتداء بقيمهم و تفانيهم في خدمته».
كما أشار المتحدث إلى «أبرز المجازر والمذابح التي قام بها الجيش الفرنسي منذ 1830 وما تسبب فيه من إبادات لملايين الجزائريين، على غرار مذبحة قبيلة العوفية 1832 ومحرقة مغارة أولاد رياح 1845 ومحرقة الأغواط 1852 وصولا لمجازر 8 ماي 1945»، مؤكدا أنه رغم ذلك فإن هذا الأمر «لم ينقص من عزيمة الجزائريين في مواصلة المقاومة والكفاح من أجل الاستقلال»، داعيا الأجيال الصاعدة إلى التشبع بالمبادئ والقيم التي ضحى من أجلها الشهداء والمجاهدون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025
العدد 19704

العدد 19704

الأربعاء 19 فيفري 2025
العدد 19703

العدد 19703

الثلاثاء 18 فيفري 2025
العدد 19702

العدد 19702

الإثنين 17 فيفري 2025