شهدت ولاية بومرداس كغيرها من ولايات الوطن، تساقط كميات كبيرة من الأمطار نتيجة الاضطراب الجوي الذي عرفته الجزائر مع بداية السنة الجديدة، حيث تركت أمطار الخير ارتياحا كبيرا لدى المواطنين وخصوصا الفلاحين الذين استبشروا خيرا بتحقيق موسم فلاحي ناجح بكلّ المقاييس، مع تبديد المخاوف السابقة التي انتابتهم بسبب شبح الجفاف وتأخّر الغيث.
بعد الانطلاقة الصعبة للموسم الفلاحي لهذه السنة وتأخر انطلاق حملة الحرث والبذر في بعض المناطق نتيجة تذبذب سقوط الأمطار الموسمية مع بداية فصل الخريف، جاء الغيث أخيرا وبكميات معتبرة أنعشت معها المساحات الزراعية والحواجز المائية على مستوى ولاية بومرداس التي تعتبر منطقة فلاحية بامتياز، خصوصا في بعض الشعب المعروفة كالحمضيات والفواكه، عنب المائدة وغيرها من النشاطات المنتجة في مجال تربية الأبقار والمواشي التي تحتاج إلى أعلاف وحشائش خضراء وأماكن رعي ظلّت جرداء بسبب قلّة تساقط الأمطار حسب تصريحات بعض الفلاحين والمربّين.
وبغضّ النظر عن التداعيات السلبية والنقاط السوداء التي أحدثتها الأمطار الأخيرة في عدّة بلديات بولاية بومرداس نتيجة تجمّع المياه في الطرقات بسبب انسداد البالوعات والمجاري التي استدعت تدخل مصالح مديرية الريّ، الأشغال العمومية وأعوان الديوان الوطني للتطهير، إلا أنّ ذلك لم يخف فرحة المواطنين والفلاحين الذين عبّروا عن ارتياحهم لعودة الاضطرابات الجوية واستبعاد شبح الجفاف الذي كان يهدّد نشاطهم الفلاحي مثلما شهدته الولاية قبل سنوات، مع التفاؤل أكثر بتسجيل موسم فلاحي مثمر والمساهمة في الإنعاش الاقتصادي للمنطقة التي تتخذ من هذا المورد مصدرا رئيسيا للدخل، خاصّة وأنّ نسبة كبيرة من اليد العاملة تنشط في هذا القطاع إلى جانب الصيد البحري.
في ذات السياق دائما، ساهمت الأمطار الأخيرة في انتعاش وارتفاع منسوب سدود الولاية والحواجز المائية للفلاحين الذين لجؤوا إلى هذه التقنية لسقي المساحات الزراعية من أجل الرفع من المردودية والتقليل من آفة الجفاف وشحّ الأمطار خلال السنوات الماضية، حيث أظهرت أرقام مديرية الموارد المائية لبومرداس عن ارتفاع منسوب سدّ الحميز بنسبة 20.10 بالمائة، سدّ قدارة 19.84 بالمائة، سدّ بني عمران 54.33 بالمائة.
في حين، وصلت طاقة استيعاب سدّ تقصبت إلى 20.37 بالمائة، وهي مؤشّرات إيجابية بحسب المختصّين في انتظار الكميات المنتظرة طيلة فصل الشتاء، حيث ستجعل هذه الوضعية الولاية في أريحية من حيث كمية المياه السطحية المخزّنة، التي ستساهم إلى جانب محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات في ضمان التموين العادي والمنتظم للمواطنين بمياه الشرب.