تسعى وحدة “سماد بلادي”، التابعة للمؤسّسة العمومية لتسيير سوق الجملة للخضر والفواكه والمواشي بالكرامة، جنوب وهران إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، عبر خطة استراتيجية قصيرة المدى، تهدف إلى تعزيز موقعها كمؤسّسة رائدة في تصنيع الأسمدة العضوية.
كشفت مديرة مؤسّسة سوق الجملة للخضر والفواكه والمواشي وسوق السيارات القديمة بوهران في تصريح لـ “الشعب”، لعوج بوكرالد مريم، بأنّ “ وحدة (سماد بلادي)، ستتدعّم قريبا بآلة طحن جديدة كانت قد أقرّتها السلطات الولائية سابقا.
وفي سياق متصل، أكّدت بوكرالد على أهمية تجهيز الوحدة، بمعدات إضافية، مثل آلات الرفع والتفريغ والتدوير وغربال آلي، لمواكبة الطلب المتزايد وضمان إمدادات مستقرّة من السماد العضوي، خاصّة وأنّ الوحدة لا تزال تعمل بمعدات محدودة، منذ دخولها حيّز الخدمة في جانفي 2018، ممّا يعيق قدراتها على تحقيق الأداء الأمثل”.
إنتاج مستدام للسماد العضوي من معالجة النفايات
ووفقا للمصدر ذاته، تنتج حاليا هذه الوحدة، التي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني، حوالي 20 قنطارا يوميا من السماد العضوي الطبيعي(الكومبوست)، مستفيدة من معالجة ما يقارب 4 إلى 5 طن من النفايات المفرزة يوميا.
كما تمّ التأكيد على أنّ المنتج طبيعي 100% وخال من أيّ إضافات؛ حيث يتمّ تحضيره من بقايا الخضروات والفواكه، مدموجة مع المخلّفات الخضراء من النباتات وأوراق الأشجار والحشائش، وذلك بالتعاون مع المؤسّسة الولائية المكلّفة بالأشغال البيئية “وهران الخضراء”، بالإضافة إلى إدارة فضلات الماشية في سوق الماشية الذي تشرف عليه نفس المؤسّسة.
كما أكّدت المؤسّسة العمومية لتسيير سوق الجملة للخضر والفواكه والمواشي، اعتزامها توسيع دائرة عملائها لتشمل البلديات ومختلف الجهات ذات العلاقة، من خلال هذه التجربة، التي جعلت من ولاية وهران، مثالا يحتذى به في مجال إدارة النفايات وإنتاج الأسمدة العضوية.
وتعتبر المسؤولة الأولى على تسيير المؤسّسة، أنّ “سماد بلادي، ليست مجرّد وحدة لإنتاج المخصّبات العضوية، بل مشروع طموح، يسعى لتقليل استخدام السماد الكيميائي وتكاليفه، وإحداث تغيير إيجابي في القطاع الزراعي والبيئي، دعما لجهود الاستدامة في الجزائر.”
في هذا الإطار، نوّهت لعوج بوكرالد مريم بأهمية التحسيس بفرز النفايات العضوية بشكل صحيح، مع التركيز على الأسر والأسواق الأسبوعية، من خلال تخصيص حاويات خاصّة لبقايا الخضر والفواكه، لتجنّب خلطها مع مخلّفات أخرى، حفاظا على سلامتها وتسهيل إعادة تدويرها، من جهة، وتخفيض حجم النفايات التي تتوجّه للردم، ممّا يعزّز من جهود حماية البيئة، من جهة أخرى، وفق تعبيرها.