دعما للنشاط الاقتصادي المحلي وتوفيرا لفرص عمل

تـــــــبـــــســـــــــــة.. اســـتراتـــيـــجـــيـــــة ضــــخــــمــــة لــتـــعـــزيــز شـبــكة الـــطــرقــــات الـــريـــفــــيـــــة

تبسة: عليان سمية

 


تُعتبر شبكة الطرقات الريفية من أبرز محاور التنمية في الجزائر، حيث تلعب دوراً مهماً في ربط المناطق النائية بمراكز النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ومع تزايد الوعي بأهمية هذه الشبكة في تحسين حياة المواطن الجزائري، خاصّة في المناطق الريفية والجبلية، بذلت الدولة جهوداً كبيرة لتحسين وتوسيع هذه الشبكة بهدف فكّ العزلة وتعزيز التنمية المحلية بولاية تبسة كولاية حدودية.


تعتبر الطرقات الريفية شرايين الحياة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وسوق العمل، فوجود شبكة طرقات متطوّرة يسهل الوصول إلى هذه الخدمات، ويعزّز النشاط الاقتصادي المحلي، ويوفر فرص عمل، ويسهم في تحسين جودة الحياة.
قبل سنوات، كانت العديد من المناطق الريفية في الجزائر تعاني من عزلة شديدة بسبب قلّة الطرقات أو تدهورها، ممّا أثّر سلباً على نمو هذه المناطق على عكس ما تعرفه ليوم من شبكات ضخمة أخرجتهم من دائرة العزلة.
أولت الدولة الجزائرية، منذ الاستقلال، أهمية خاصّة لتطوير البنية التحتية، بما في ذلك الطرقات الريفية، حيث كانت تعتبر أحد المحاور الرئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة.
ومنذ بداية الألفية، شهدت البلاد تزايداً ملحوظاً في استثمارات الحكومة في هذا المجال، من خلال عدّة استراتيجيات ومشاريع ضخمة.
وقد تمّ تخصيص ميزانيات ضخمة لتحسين وتوسيع شبكة الطرق الريفية، بدأ ذلك بإطلاق مشاريع طموحة لإعادة تأهيل الطرقات الريفية التي كانت في حالة متدهورة، وكذلك إنشاء طرق جديدة لربط القرى والمناطق النائية بالمدن الكبرى، كما تمّ التركيز على تعزيز طرق الوصول إلى المناطق الجبلية والصحراوية التي كانت تعاني من صعوبة التنقل بسبب التضاريس الوعرة.
ومن بين أهم المشاريع التي أنجزتها الحكومة الجزائرية في هذا المجال هو “برنامج فكّ العزلة عن المناطق الريفية”، الذي تمّ تنفيذه عبر عدّة مراحل، وشمل هذا البرنامج إنشاء العديد من الطرق الوطنية والولائية التي ربطت القرى والمشاتي بالمدن الكبرى.
وعن تكامل مشاريع فكّ العزلة مع برامج التنمية يقول السيد ياسين عبيدات رئيس المركز الجزائري للدراسات الاقتصادية والبحث في قضايا التنمية، أنّ المسالك الريفية تلعب دورا حيويا ومحوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الريفية، حيث تساهم في تحسين حياة السكان من خلال ربط المناطق النائية بالمراكز الحضرية والأسواق وتتيح إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المؤسّسات التربوية والمراكز الصحّية والمياه كما تساهم في تحسين جودة الحياة وتطوير النشاط الاقتصادي مثل تسهيل نقل المنتجات الزراعية والحيوانية وتشجيع التجارة المحلية والتقليل من الهجرة نحو المدن وتحفيز الاستثمارات في المناطق الريفية سواء كانت زراعية أو سياحية أو صناعية.
واستفادت ولاية خلال السنوات الأخيرة من عدّة برامج لإعادة تأهيل المسالك الريفية وبرمجة فتح أخرى جديدة خاصة في ظلّ برنامج مناطق الظلّ بالإضافة إلى برمجة أخرى ضمن استراتيجية. تأهيل السدّ الأخضر أو من خلال استراتيجية الدولة الخاصّة بتطوير المناطق الحدودية.
ويضيف أنّ تحسين شبكة الطرقات الريفية ساهم في تحقيق عدّة مكاسب تنموية في مختلف المجالات، وبرزت جهود الدولة في التنسيق بين مشاريع الطرقات الريفية وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
حيث تمكّن السكان في المناطق الريفية من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المدارس والمستشفيات والأسواق بسهولة أكبر، كما ساهمت في تسهيل حركة البضائع والمنتجات الزراعية من القرى إلى المدن، ممّا عزّز النشاط التجاري وساعد في تقليل الهجرة نحو المدن الكبرى.
وقد أصبح الكثير من الشباب يجدون فرص عمل في مناطقهم الأصلية بدلاً من الانتقال إلى المدن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19646

العدد 19646

الأربعاء 11 ديسمبر 2024
العدد 19645

العدد 19645

الأربعاء 11 ديسمبر 2024
العدد 19644

العدد 19644

الإثنين 09 ديسمبر 2024
العدد 19643

العدد 19643

الإثنين 09 ديسمبر 2024