يلعب قطاع السياحة دورا فعالا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهو ذو صلة وطيدة مع عدة قطاعات أخرى، إذ يعمل بإشراكها على خلق فرصا للشغل وتفعيل كل الأنشطة المرتبطة بالنشاط السياحي خاصة وتماشيه مع عصر الرقمنة بعد وضع الوزارة الوصية بوابة للخدمة العمومية للسياحة وموقع إلكتروني للمسارات والمواقع السياحية باسم مسارات الجزائر السياحية، من أجل توفير محتوى حول السياحة يمكن من خلاله إبراز وتثمين المقوّمات السياحية وآليات الاستثمار والمساهمة في الترويج وترقية الوجهة المحلية بحسب خصوصية كل منطقة وتسهيل وصول المعلومة للمواطنين والمتعاملين الاقتصاديين والمهنيين والسياح خاصة السياحة الصحراوية التي تعد من أهم ركائز الاستثمار في الجنوب.
تعدّ ولاية النعامة من ولايات الجنوب الغربي، الغنية بمميزات هامة في مجال السياحة الصحراوية من الشواهد، الآثار والمعالم التاريخية، الثقافية، والسياحية، من قصور ونقوش حجرية، معتقلات، محطات طبيعية، متاحف مفتوحة على الهواء فرضتها الطبيعة الخلابة بنفسها، ومن واحات، بحيرات، كثبان رملية وجبال وكذا المنبع الحموى عين ورقة، بالإضافة إلى الموروث الثقافي التقليدي من تظاهرات شعبية محلية (الوعدات) وصناعات تقليدية، حرف، عادات وتقاليد متنوعة والتي تعتبر من أهم روافد الصناعة السياحية بالمنطقة.
ولإبراز هذا القطاع وتحقيق أهدافه الاقتصادية، يسعى مسؤولو ولاية النعامة والمشرفين على القطاع وضع آليات جديدة، وتسهيلات للمستثمرين للرفع بهذا القطاع من جهة وإبراز المقومات السياحية بهذه الولاية الفتية التي تطمح اليوم لاقتحام عالم الاستثمار في كل القطاعات خاصة الصناعة، الفلاحة والسياحة، فهي ولاية عذراء تكتنز مقومات هامة تحتاج اليوم إلى استثمار فعال، وإلى من ينفض الغبار عليها، لتصبح رائدة كغيرها من الولايات الأخرى.
ولتفعيل السياحة الصحراوية خاصّة بالجنوب الغربي باعتبار ولاية النعامة هي بوابة الصحراء، يسعى مسؤوليها إلى توفير الجوّ الملائم للمستثمرين، وكذا للسوّاح خاصة وأنها تستقطب سنويا مئات السواح من داخل الوطن وخارجه، خاصة خلال المواسم الثقافية كالتظاهرات الثقافية والاجتماعية المعروفة بالوعدة والتي تقام سنويا خلال شهر أكتوبر وهي بداية موسم السياحة الصحراوية باعتبار أن الجو يبدأ في الاعتدال في هذه الفترة فتكون البداية بالنعامة عبر مسار سياحي صحراوي النعامة، تاغيت، بني عباس، تيميمون وادرار.
ولإنعاش القطاع بهذه الولاية تم تخصيص 6 مناطق توسع سياحي مصنفة، تمت المصادقة عليها بحسب الوالي الوناس بوزقزة، حيث تم الانطلاق بالمحطة الحموية حمام عين ورقة الذي استفاد من 133 مليار سنتيم، والاجراءات متواصلة على مستوى مركزي مع الوكالة الوطنية للسياحة، إضافة إلى منطقتي تيوت، وفوناسة ببلدية جنين بورزق اللتان تمت المصادقة عليهما، في انتظار منطقتي سيدي بوجمعة ومكثر بالعين الصفراء، وبلدية الصفيصيفة، والعملية متواصلة بالتسلسل بتخصيص أموال كبيرة لعملية تهيئة هذه المناطق لأن المستثمر لما يأتي يجب تهيئة له هذه الفضاءات، مثلما تم تهيئة الجانب الصناعي، وهذا من أجل الاستثمار في هذا القطاع والاعتماد عليه كمصدر اقتصادي هام للولاية وللوطن ككل لما يوفره من مناصب شغل جديدة.
وتمتاز السياحة الصحراوية بالنعامة بالمؤهلات التاريخية، الثقافية، الدينية، وكل ما يتعلق بالجانب السياحي، فالزائر لتيوت أو مغرار أو الصفيصيفة يكتشف موروث ثقافي سياحي متنوع من الصخور المنقوشة، بحيرات، القصور العتيقة.. كلها مكتسبات لابد اليوم من تكاثف الجهود وتثمينها، يضيف والي النعامة، كما أن الترويج للجانب السياحي والتعريف بهذه الولاية من خلال وسائل الإعلام المحلية التي لعبت دورا هاما في جعل النعامة وجهة للمستثمرين، كما أنها اليوم تتوفر على 19 فندقا على مستوى الولاية، وهي التي كانت بالأمس تفتقر لأماكن الإيواء، حيث تم معالجة جميع مشاكل المستثمرين في القطاع خاصّة أصحاب هذه الفنادق، 7 سيتم تدشينهم هذه السنة، واحد بالنعامة، فندق مكثر بالعين الصفراء الذي عرف تأخرا ملحوظا، و3 بالمشرية، إلى جانب فنادق أخرى هي في طور الإنجاز، وقد أعطيت تعليمات وتوجيهات لإتمام الأشغال في أقرب وقت، خاصة المشاريع التي كانت متوقفة والمتواجدة بمدخل الولاية.
يجدر الذكر أن السياحة الصحراوية بالنعامة ترتكز على المواقع السياحية الهامة من قصور عتيقة، صخور منقوشة، كثبان رملية هامة لتنظيم سباق الرالي، السياحة الجبلية، حظيرة جبل عيسى بتيوت رابع أعلى قمة في الجزائر، المحطة الحموية حمام عين ورقة ... إلخ مؤهلات تجعل النعامة منطقة سياحية بامتياز، كما يعد قطاع السياحة من أهم ركائز الاستثمار في الجزائر في حال تم استغلاله كما ينبغي.