يشهد قطاع الأشغال العمومية بولاية بومرداس حركية متواصلة في مجال إنجاز وصيانة شبكة الطرقات الوطنية، الولائية والبلدية تماشيا مع التحولات الاقتصادية التي تعرفها المنطقة المصنفة ضمن الوجهات السياحية والاستثمارية المفضلة بسبب عدة عوامل جغرافية وإمكانيات هي بحاجة الى استغلال أمثل، وعليه تمّ خلال السنوات الأخيرة تصويب كل المجهودات نحو المشاريع القاعدية المهيكلة خصوصا الطرقات التي تعتبر شريان حياة يتوقف عليها نجاح أي حركة تنموية.
شكّل دخول الطريق الاجتنابي لمدينة بومرداس الرابط بين الطريق الوطني رقم 5 والطريق الوطني رقم 24 الساحلي الممتد على مسافة 15 كلم أحد أهم المشاريع العمومية التي تجسدت بداية مع السداسي الثاني لسنة 2024، بالنظر الى أهميته الاقتصادية ومساهمته الكبيرة في تسهيل حركة المرور، والقضاء على عدة نقاط سوداء بالمخرج الشرقي على مستوى حي الكرمة، الذي يعرف اختناقا كبيرا مع بداية موسم الاصطياف، إلى جانب ربط بلديات الولاية ومناطقها الصناعية وكذا موانئ الصيد الثلاثة، في انتظار تجسيد باقي المشاريع المبرمجة لفائدة قطاع الأشغال العمومية.
وتشهد عدة محاور أخرى انتعاشا كبيرا سواء من حيث المشاريع المبرمجة أو ما تعلق بعمليات التهيئة والصيانة التي استفادت منها عدة طرقات، مثلما أبرزته مديرة الأشغال العمومية في عرضها لواقع القطاع بمناسبة زيارة الوزير لخضر رخروخ للولاية، أهمها مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 68 الرابط بين برج منايل ورأس جنات على مسافة 11 كلم.
وتتواصل أشغال الانجاز في هذا المقطع الحيوي بنسبة تعدت 60 بالمائة بعد عدة سنوات من الأشغال المتذبذبة، والمتقطعة الناجمة عن الاعتراضات الكبيرة لأصحاب الأراضي الفلاحية، وتباطؤ عمليات تحويل مسار الشبكات المختلفة من غاز، مياه الشرب، أعمدة كهربائية وغيرها من المعوقات التي حالت دون تسليمه مع افتتاح موسم الاصطياف، مثلما كشفت عنه والي الولاية سابقا أو على الأقل تسليم بعض المقاطع لتسهيل حركة سير المركبات وتنقل المواطنين القاصدين شواطئ كاب جنات من الولايات المجاورة.
كما شهد الأسبوع الماضي أيضا إعطاء إشارة انطلاق مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 29، الرابط بين بلدية خميس الخشنة وحدود ولاية البليدة على مسافة 6 كلم، ونفس الوضعية تعرفها الطرقات الولائية والبلدية الأكثر تضررا وتدهورا مقارنة مع الطرقات الوطنية، حيث أعطت قبل أيام والي الولاية إشارة انطلاق مشروع تهيئة الطريق الولائي رقم 52 الرابط بين بلديتي بغلية وتاورقة، الذي يعرف حالة تدهور كبيرة خاصة في المقطع الرابط بين مركز البلدية وقرية تزروت، وهو مشروع هام يأتي لفك العزلة على هذه البلدية النائية وقراها الجبلية، وإعادة الاعتبار لشبكة الطرقات والمسالك كان آخرها إعادة تجديد وتزفيت الطريق الولائي رقم 154 باتجاه بلدية دلس وقبله الطريق الولائي رقم 2 باتجاه بلدية الناصرية.
هذا ويأمل المواطنون بهذه المناطق وبالأخص البلديات الشرقية تدعيم قطاع الأشغال العمومية بطرقات جديدة تماشيا والحركية التنموية والديمغرافية التي تعرفها المدن والمناطق الحضرية مقابل غياب المحولات والطرق الاجتنابية لتسهيل حركة سير المركبات، وعليه ينتظر أن تعود أشغال ازدواجية الطريق الوطني رقم 24 في شطره الثاني على مسافة 33 كلم، حسب عرض مديرة القطاع، وهو ما أكد عليه وزير الأشغال العمومية في رده على سؤال «الشعب»، حيث أكد بالمناسبة «أن هذا المقطع الى جانب مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 25 باتجاه ولاية تيزي وزو مسجلة في السنة المالية المقبلة»، ومشاريع أخرى لدعم الطرقات البلدية والجسور المهترئة.
وينتظر كذلك انطلاق أشغال تهيئة الطريق البلدي الرابط بين بلديتي بن شود وسيدي داود المغلقة منذ التسعينيات بسبب تدهور وضعية جسر وادي سيباو، وأيضا دعم الجسر الرئيسي في المخرج الشرقي لبلدية بغلية حتى يتسنى عودة سير شاحنات الوزن الثقيل.