تمكنت المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بولاية برج بوعريريج، خلال أيام عيد الأضحى المبارك من جمع أزيد من 335 طن من جلود الأضاحي، وتوجيهها إلى مدبغة ولاية باتنة ورويبة، في إطار المخطط الوطني لوزارة الصناعة الرامي إلى تثمين هذه الثروة الوطنية.
كشف مدير المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بولاية برج بوعريريج “مولود خوجة” لــ«الشعب”، عن تسطير مخطط ولائي استثنائي باشرته المؤسسة عبر 34 بلدية، منذ منتصف اليوم الأول من عيد الأضحى، في جمع النفايات المنزلية وفرزها عن جلود الأضاحي.
وتهدف العملية، إلى جمع الجلود وبقايا الأضاحي والقمامة عبر مختلف الأحياء السكنية، لتفادي تجميعها وتكديسها، حيث مكنت من جمع أزيد من 2230 طن من النفايات المنزلية، مع استقبال أزيد من 335 طن من الجلود، التي تعتبر سليمة وتم تحويلها إلى وحدة الجزائرية لصناعة الجلود ومشتقاتها بولاية باتنة والرويبة، قصد تثمينها واستغلالها في عملية صناعة الجلود والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
وشمل برنامج جمع النفايات، خلال أيام العيد، ثلاث دورات يومية شملت جمع الجلود التي تعتبر سليمة عبر شاحنات مسطحة، ودورة ثانية خاصة بالنفايات المرتبطة بجمع بقايا الأضاحي، والدورة الثالثة مخصصة لجمع النفايات المنزلية، من خلال تسخير عتاد شمل أزيد من 75 شاحنة وآلية منها 26 شاحنة ضاغطة و27 شاحنة مسطحة ذات مقلاب، على غرار الآليات الثقيلة المخصصة لجرف التربة مستعملة في عملية الفرز على مستوى مقر المؤسسة.
كما سخرت المؤسسة شاحنات عملاقة لعملية تنظيف وتعقيم أماكن الذبح الجماعية على مستوى التجمعات السكنية.
وترمي العملية أيضا، بحسب مسؤولي السلطات المحلية، إلى تثمين صناعة الجلود وإعادة الاعتبار لهذه المادة الأولية المهمة في الاقتصاد الوطني، التي يتم تضييعها سنويا وتتسبب في ضياع مورد اقتصادي مهم، إلى جانب المحافظة على البيئة والمحيط، حيث يتسبب الرمي العشوائي للجلود وبقايا أحشاء الحيوانات والأضاحي في تشويه المنظر العام للمدينة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة عن تكدس هذه الفضلات والجلود في مناطق عشوائية دون استغلالها.
وقد باشرت السلطات المحلية، بالتنسيق مع مصالح الصناعة ومختلف الشركاء، في حملات تحسيسية وإعلامية واسعة دعت فيها المواطنين إلى المساهمة الإيجابية، من خلال الحفاظ على سلامة الجلد أثناء السلخ، وتجنب غسله بالماء، مع تمليحه جيدا وإيداعه في نقاط التجميع المحددة.
يذكر أن وزارة الصناعة كانت قد أطلقت منذ أسابيع مخططا وطنيا يهدف إلى تثمين الموارد المحلية ودعم الإنتاج الوطني، من خلال الاستغلال الأمثل للثروة الحيوانية، واستخدام الجلود كمادة أولية أساسية في الصناعات التحويلية، خاصة في مجالات النسيج، الأحذية، والجلود، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على البيئة عبر تثمين النفايات العضوية وترسيخ ثقافة الاسترجاع.