جهود مكثفة في مكافحة النفايات البلاستيكية

العاصمة..تعزيز آليات التسيير البيئي وترقية الاقتصاد الدائري

العاصمة: سارة بوسنة

أطلقت المؤسسات العمومية الولائية بالعاصمة الجزائر، سلسلة من الإجراءات والبرامج الميدانية لمكافحة النفايات البلاستيكية، وذلك تماشياً مع شعار هذه السنة: “مكافحة النفايات البلاستيكية”. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز آليات التسيير البيئي، وترقية الاقتصاد الدائري، وتحسين طرق جمع، فرز، ومعالجة النفايات، بما يضمن تقليص الأثر البيئي وتحقيق تنمية مستدامة على مستوى الولاية.

وفي هذا السياق، تتواصل جهود المؤسسات المختصة من خلال برامج مكثفة تهدف إلى تحسين عمليات جمع النفايات، فرزها ومعالجتها، مع التركيز على إعادة تدوير المواد القابلة للاستغلال.
ويأتي هذا في وقت تعرف فيه العاصمة توسعاً عمرانياً ملحوظاً، مما يستدعي مضاعفة الجهود لحماية البيئة الحضرية.
وقد تم دعم هذه المقاربة بتوظيف تقنيات حديثة في مجال النظافة الحضرية، على غرار الكنس الميكانيكي وتفريغ الحمولة الآلي، إلى جانب توسيع استخدام المنصات الرقمية مثل “الجزائر البيضاء”، التي تتيح للمواطنين التبليغ الفوري عن النقائص البيئية، ما ساعد على تحسين سرعة التدخل والاستجابة عبر مختلف بلديات العاصمة.
كما ساهمت وحدة الدراجات النارية المكلفة بالمتابعة البيئية الميدانية في تسريع وتيرة التدخلات الميدانية، لا سيما في المناطق التي تسجل تراكماً للنفايات أو اختلالاً في نظام الجمع، وهو ما انعكس إيجاباً على مستوى النظافة العامة.
وفي سياق متصل، تم إطلاق وحدة متخصصة لتثمين الأكياس البلاستيكية، حيث تعمل على إنتاج حبيبات بلاستيكية تُستخدم لاحقا كمادة أولية لصناعة أكياس جديدة، تستغلها مؤسسة “نات كوم” في إطار جمع النفايات.
هذه المبادرة تندرج ضمن سياسة الاقتصاد الدائري، التي تهدف إلى استغلال الموارد بطريقة مستدامة وتقليص حجم النفايات غير القابلة للتحلل.
ولم تغفل هذه البرامج الجانب التحسيسي، إذ تم التركيز على ضرورة إشراك مختلف فئات المجتمع في الجهود البيئية، من خلال حملات توعية موجهة إلى الأطفال والمراهقين عبر المؤسسات التربوية، دور الحضانة، المدارس القرآنية والمساجد.
ويُراهن على هذه الاستراتيجية لترسيخ ثقافة أن البيئية الدائمة تبدأ من البيت وتُترجم إلى ممارسات يومية مسؤولة.
في السياق ذاته، تشهد بعض البلديات تجارب نموذجية في مجال الجمع المتقطع للنفايات والفرز الثنائي بين النفايات العضوية والبلاستيكية، مع توفير أكياس مخصصة لكل نوع، إلى جانب حاويات ذكية في الساحات العمومية، وهوما يمثل تحولاً نوعياً في طريقة تسيير النفايات الحضرية.
وتؤكد الإحصائيات الأخيرة أن نسب النفايات المفروزة والمعاد تدويرها في ارتفاع مستمر، ما يعكس فعالية البرامج المعتمدة وتزايد الوعي المجتمعي تجاه القضايا البيئية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025
العدد 19793

العدد 19793

الثلاثاء 10 جوان 2025
العدد 19792

العدد 19792

الإثنين 09 جوان 2025