تواصل العائلات الوهرانية تحضيراتها لاستقبال عيد الفطر المبارك؛ وهو ما يبدو واضحا من خلال الحركية المتزايدة عبر الأسواق والفضاءات التجارية، وخاصة محلات بيع المواد الغذائية العامة، وتلك المتخصصة في صناعة الحلويات والتي تعرف تهافتا كبيرا.
في جولة استطلاعية قادت «الشعب» إلى عدد من هذه المحلات بالقطب السكني الجديد «بلقايد» التابع لبلدية بئر الجير، وكذا بلدية السانية، جنوبي الولاية، سجلت حالة استياء في أوساط المواطنين، جراء الارتفاع الفاحش في أسعار مستلزمات الحلويات والندرة التي طالت البعض منها.
ورغم ارتفاع تكاليف لوازم صنع الحلويات بمختلف أنواعها وأشكالها، ناهيك عن أسعار المواد الغذائية المختلفة، إلا أننا سجّلنا منذ الساعات الأولى تزاحما واكتظاظا كبيرين من أجل اقتنائها، فيما اكتفت الطبقات الهشة بالتفرج، والعودة إلى بيوتها فارغة الأيدي، وعلامات الحيرة بادية على الوجوه.
وقد ارتفعت الأسعار من 20 إلى 30 بالمائة وأكثر، خاصة الفول السوداني واللوز والجوز والفستق وجوز الهند والنشاء والسمسم «الجلجلان»، وحتى حليب الغبرة وأدوات التزيين الغذائية، على غرار عجينة اللوز وطلاء الشوكولاطة، وغيرها من المواد التي تحتاجها المرأة الجزائرية في صناعة الحلويات، وقد طالت الندرة البعض منها، على غرار الحليب المركز العادي وبعض أنواع «الفلون».
يقول بعض أصحاب محلات التجزئة المتخصصة في بيع مسلتزمات الحلويات والمواد الغذائية بالقطب السكني الجديد بلقايد، شرقي الولاية، بأن ارتفاع أسعار بعض المواد راجع إلى ندرتها بالأسواق المحلية، بسبب فئة التجار التي تعمل على تخزين بعض السلع، وتسويقها عند الشح أو الندرة لتحقيق أرباح مضاعفة.
واكتفى هؤلاء باتهام هذه الفئة من تجار الجملة والتجزئة، وتحميلها جزءا كبيرا من مسؤولية ما آل إليه المشهد التجاري، فيما اعتبر آخرون أسعار المواد التي تدخل في صناعة الحلويات حرة، تخضع للعرض والطلب.
وقد استعرض محدّثونا ببلدية السانية بعض الأسعار، بداية من اللوز والجوز الاذين ارتفعا إلى 2300 دج للكلغ، في حين تراوح سعر الفول السوداني بنوعيه الأبيض والأسود ما بين 400 و500 دج للكلغ، بينما بلغ سعر جوز الهند 1000 دج للكلغ الواحد.
بدورها، أرجعت منظمة حماية المستهلك لوهران، بالدرجة الأولى تذبذب السوق إلى صعوبات الإستيراد، حيث أكّد رئيس المكتب حاج علي عبد الحكيم، أن العراقيل البيروقراطية وثقل الإجراءات تحول دون تغطية السوق الوطنية بعديد المنتجات، ومنها المواد الأولية التي تدخل في صناعة الحلويات والمرطبات والعصائر والمشروبات الغازية.
كما حذّر حاج علي من السلوكيات السلبية للمستهلكين، على غرار «اللهفة» وثقافة «التخزين» التي فاقت - حسبه دائما - كل التوقعات خلال هذه الأيام؛ ما ساهم في «تغول» المضاربين والسماسرة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية عامة بنسبة 20 بالمائة، ووصلت إلى 50 بالمائة في بعض الأنواع.