لجأت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لبومرداس إلى حلول أخرى بديلة لتجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي في عدّة مناطق بالخصوص البلديات الشرقية، والاستجابة لحجم الطلب المتزايد من استهلاك الطاقة الناجم عن تأخر تسليم المشاريع، وهذا بوضع حيز الخدمة لمحوّل رئيسي متنقّل لدعم الشبكة في كل من رأس جنات، دلس ولقاطة بسعة 30/60 كيلوفولط.
ظلّت المنطقة الشرقية من ولاية بومرداس ببلدياتها العديدة وتجمّعاتها السّكنية المنتشرة بالقرى ومناطق نائية جبلية لعقود من الزمن تعاني من مشاكل انقطاع التيار الكهربائي، سواء في فصل الشتاء جراء التقلبات الجوية أو في فترة الصيف أين يزداد الطلب على الطاقة الكهربائية وارتفاع نسبة الاستهلاك، خاصة على مستوى المؤسسات الصناعية ووحدات التبريد، إضافة إلى غياب الاحتياطات المتعلقة بضمان هذه الخدمة العمومية لأكثر من 14 مليون مصطاف سنويا رغم البرامج الاستعجالية المبرمجة كل سنة.
وبهدف تجاوز هذه العراقيل التقنية، والاستجابة لانشغالات الزبائن المتزايدة حول ضرورة تحسين مستوى الخدمة وضمانها بصفة دائمة، وتجنب الخسائر المحتملة للناشطين في القطاع الصناعي ووحدات التبريد المسيّرة من قبل متعاملين اقتصاديّين وفلاحين، اتخذت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لمؤسّسة سونلغاز تدابير واحتياطات بديلة للتخفيف من الأزمة تمثّلت في تنصيب محوّل متنقّل كأوّل تجربة مسّت بلديات كانت من أكثر المناطق تضررا، في انتظار تعميمها إلى بلديات أخرى بالتزامن مع مواصلة إنجاز المشاريع المبرمجة.
وقد كان هذا المشروع ضمن البرامج ومخطّطات العمل التي أعلن مدير القطاع محمد إبراهيمي شهر نوفمبر الماضي المتعلقة بسنة 2022، وهذا في أول لقاء له مع وسائل الإعلام المحلية بعد التنصيب، حيث أكّد «أنّ المديرية ستلجأ إلى مشاريع بديلة ومؤقّتة لدعم شبكة التوزيع التي تعاني تذبذبا في بعض البلديات الشرقية بالخصوص، من خلال اقتناء وتنصيب محوّلات رئيسية متنقّلة لتغطية العجز والاستجابة لطلب الاستهلاك في منطقة ما وبصفة سريعة وفعالة، مع إمكانية التنقل إلى مناطق أخرى بعد معالجة الخلل أو الانتهاء من مشاريع انجاز المحولات العمومية المسجلة».
كما جاءت الخطوة أيضا بسبب الشكاوى المتكررة عن أزمة التوزيع، وتدهور الشبكة الرئيسية القديمة التي تبقى بحاجة إلى تجديد وصيانة شاملة للخطوط متوسطة وضعيفة التيار، والتأخر الكبير لمشروع إنجاز محوّل منبع رئيسي بمنطقة تاقدامت الذي انطلقت به الأشغال منذ عدة سنوات، وتعاقب عليه أكثر من مدير دون أن يوضع حيز الخدمة، مع الإعلان كذلك عن مخطط لإنجاز 47 محولا خلال هذه السنة وثلاثة محولات رئيسية في كل من خميس الخشنة، زموري وأولاد هداج، والتعهد بتحسين الخدمة المقدمة للزبائن، رغم المتاعب التي تعاني منها المؤسسة جراء الخسائر السنوية الناجمة عن الأشغال العشوائية، والمستحقات المتراكمة لدى الزبائن المقدرة بـ 4344 مليون دينار، ومشكل الاعتراضات في توطين المشاريع المبرمجة.