يزاول عدد من سكان مدينة تاغيت بولاية بشار، مهنة صناعة معجون التمر، أو ما يعرف دبس التمر، ومن بين هؤلاء الشباب فندو موسى الذي إختار أن يمارس هذا النشاط من خلال إنشاء مشروع صناعة منتوج «دبس التمر» بوسائله البسيطة وإمكانياته الخاصة، ليقوم ببيع المنتوج للسياح الذين يزورون تاغيت، كما يقوم بتسويقه عبر شبكة الفيسبوك.
يقول موسى في حديثه لـ»الشعب»، «إن فكرة الاستثمار في التمور بدأت عندما لاحظت وفرة في المنتوج بالمدينة، لدرجة أن المحصول يظل مكدسا في المخازن، خصوصا أن التمر عبارة عن مادة غذائية لا تتحمّل البقاء لمدة طويلة، وفي نفس الوقت كنت أرى أن هناك طلب متزايد على منتوج دبس التمر الذي هو عبارة عن مربى التمر، يباع في بعض المحلات، باعتباره منتوج طبيعي يحتوي على العديد من الفوائد الصحية، من بينها مفيد لمرضى فقر الدم، و لأصحاب مرضى السكري باعتباره يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم، وللعظام، ويفيد أيضا في الحماية من أمراض القلب، كما أنه يستعمل في تحلية الحليب في وجبة فطور الصباح وكذلك في صناعة الحلويات».
وأضاف فندو موسى قائلا، «كانت لدي فكرة ممارسة هذا النشاط، ولم أكن أعرف كيف انطلق في تجسيده، ووجدت صعوبة في بداية الأمر، ومن حسني حظي أن ذلك تزامن مع تنظيم معرض في جامعة طاهري محمد ببشار حول أجهزة الدعم والمؤسسات المرافقة، باعتباري كنت طالبا في ذلك الوقت.
أما اليوم فقد تخرجت وحاصل على ماستر مالية وبنوك، يتابع حديثه، اتصلت بمشتلة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحاضنة بشار، التي كان لها فضل كبير عليّ، فقد زودوني بالمعلومات ورافقوني، ثم وجهوني إلى غرفة الصناعة التقليدية والحرف، التي حصلت من خلالها على بطاقة حرفي في مجال صناعة المنتوجات، ومنذ ذلك الوقت قمت بإجراء عدة تكوينات على مستوى دار المقاولاتية بالجامعة في كيفية إنشاء مؤسسة وكيفية تسييرها، وتكوينات أخرى على مستوى الغرفة وتربص في كيفية تسيير مؤسسة مع جمعية انجاز الجزائر».
بدأت فكرة موسى تتجسّد على أرض الواقع، وتحصل على محل بمركز الصناعية التقليدية بتاغيت لتحقيق مشروعه، يقول في هذا السياق» صنعت عينات من المنتوج، وبحثت عن مخبر تحاليل الجودة في بشار فلم أجده، فسافرت إلى ولاية وهران، وعرضت منتوجي على مخبر معتمد من طرف الدولة يعمل على تحاليل الجودة، فزودوني معلومات تتعلّق بمكونات هذه المادة الغذائية، ومدة صلاحيتها.
كما تمّ إعطائي المعايير التي أعمل بها، يواصل، شرعت في إنتاج دبس التمر، وفق شروط التسويق التي وضعتها مصالح التجارة، فعلى سبيل المثال أن يكون المنتوج معروف ويتوفر على مدة صلاحيته ومعلومات المصنع، كونها شروط أساسية تدخل في إعلام المستهلك، خصوصا فيما يتعلّق بالمواد الغذائية، فقمت بتعبئة المنتوج في عبوات زجاجية.
على عكس ما يباع في العديد من المحلات بطريقة فوضوية، وهو ما جعل الزبائن يرون زيادة من حيث السعر، لأنهم تعوّدوا على شرائه من محلات تعرضه بطريقة فوضوية، في قارورات بلاستيكية، ولا تحمل أي معلومات عن المنتج أو الحرفي، وهذا يخالف الشروط الصحية».
بدأت في شراء كميات من التمر، يواصل حديثه، بدأت في عملية صناعة دبس التمر بالطريقة التقليدية، حيث توضع التمور بعد غسلها في قدر ويتم تسخينها، ثم توضع بعد ذلك في خلاط، واستطرد، هي طريقة تتطلب مدة طويلة، وهو ما دفع بعض اللحامين إلى صناعة معاصر لمربى التمر، وأنا حاليا أقوم بتسويق المنتوج في المعارض السياحية وعبر الفيسبوك، وأتواصل مع أحد اللحامين من أجل الحصول على الآلة.
كما أطمح إلى الحصول على محل في الواجهة، لأتمكن من توسعة المشروع ليشمل باقي الأنواع وهي قهوة نواة التمر، شوكولا التمر، مسحوق التمر، و خل التمر، وختم موسى حديثه قائلا: «أتمنى من المستهلكين أن يقدروا قيمة المنتجات الطبيعية لأنها أصبحت نادرة والأفضل على الإطلاق».