تبقى الحفر الصحية التقليدية النقطة السّوداء التي تسيء الى مسار التنمية بولاية معسكر التي يتوزع جزء هام من سكانها بالمناطق الريفية، يعيق تشتتها وتباعدها تنفيذ مشاريع التطهير المكلفة، في حين يكلف تفريغ الحفر الصحية من طرف المصالح المختصة نحو 800 دج للمتر المكعب الواحد، الأمر الذي يتطلب بذل جهود إضافية من أجل إخضاعها للمعايير التقنية بهدف استرجاعها كمصدر منتج للأسمدة الفلاحية بدل أن تكون مصدرا للأمراض والأوبئة.
يرى المختصّون في المجال البيئي أن الحفر الصحية التي تنتشر بالمناطق الريفية غير المجهزة بشبكات الصرف الصحي بتراب معسكر، تغيب عنها المعايير التقنية المطلوبة، فهي في شكل حفر تقليدية تحاذي البيوت وتنتشر بعشوائية، وكثيرا ما يشتكي مستعملوها من الضرر الناجم عنها من أمراض وانبعاث الرّوائح الكريهة، فضلا عن امتلائها في الكثير من الأحيان وامتناع مصالح البلديات عن تنقيتها بحجة عدم توفر الوسائل، ما يضطر بالسكان الى فتح حفر صحية جديدة أو تفريغ الحفر الممتلئة بسوائل ومركبات صلبة سامة في المساحات المفتوحة.
غير أنّ هذه الحفر الصحية التي يستعملها سكان الأرياف يؤكدون أنه وفي حال تم انجازها وفق المقاييس اللازمة والمعتمدة بقواعد تقنية تمنع نفاد المياه الملوثة والمشرعة بتركيبات كيميائية سامة، إلى طبقة المياه الجوفية، وتسهل عملية تنقيتها الدورية، لن تشكل أي خطر صحي أو بيئي، بل حتى أنه يمكن استرجاعها وإعادة تدويرها واستعمالها في السقي الفلاحي، حسب ما أفاد به الدكتور بشير زحافي المختص في علم البيئة.
ويشكّل الحصول على بيئة صحية ونظيفة أحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي تضعه السلطات العمومية في الجزائر ضمن أولوياتها لتحسين الإطار المعيشي للمواطن، لاسيما سكان المناطق الريفية والمعزولة، حيث تعتبر المراحيض مجرد حفر يتخلّص فيها المواطنون من المياه المستعملة وباقي الفضلات البيولوجية.
وعليه عمدت السلطات المحلية لمعسكر الى تخصيص مبلغ يقارب 2 ملايير دج بين سنتي 2019 و2020 من أجل انجاز 125 مشروع للتطهير عبر مناطق الظل للقضاء على الحفر الصحية التقليدية والعشوائية، شملت وضع 143 كلم من قنوات الصرف الصحي و5315 ربط فردي بالدواوير، تلتها جهود مالية معتبرة لانجاز 35 مشروع للتطهير سنة 2021 لإنجاز أو تجديد شبكات الصرف الصحي عبر القرى المعزولة.