تشهد العديد من بلديات ولاية باتنة مشاكل جمة مع عدم وجود قنوات صرف صحي خاصة ببعض القرى والمداشر، وإن وجدت بالمدن الكبرى فهي قديمة جدا تعاني من الإهتراء الذي تسبّب مع مرور الوقت في تلفها، وهو ما أدى الى تسرب المياه منها وكذا الفضلات، وضعية دفعت بالعديد من السكان إلى مطالبة الجهات المعنية بضرورة التدخل لإيجاد حل للروائح الكريهة المنبعثة منها.
سجلت مصالح الديوان الوطني للتطهير وحدة باتنة العديد من الانشغالات في هذا الخصوص تقدم بها مواطنون بسبب غياب أغطية البالوعات التي تقوم عصابات بسرقتها، ما يجعلها مكبا للنفيات الأمر الذي يؤدي الى انسداد قنوات الصرف بسبب تراكم النفايات التي تحول دون مرور مياه الاطار عند هطولها، وبالتالي غرق هذه الأحياء وتسرب المياه للمنازل والمحلات التجارية وغيرها.
لا يزال حلم سكان مناطق الظل والقرى والمداشر الموزعة عبر بلديات باتنة الـ 61، خاصة بمروانة، بيطام، اشمول، أولاد عوف وغيرها، في تسجيل مشاريع تنموية في هذا الخصوص، خاصة وأنّ العديد من هذه القرى لا تتوفر على مثل هذه الشبكات الحيوية خاصة الصرف الصحي، ما أجبر قاطني هذه القرى على حفر خنادق لرمي مخلفاتهم الصحية، ويعرض حياة الأطفال لخطر حقيقي، حيث تم تسجيل عديد الحالات لسقوط أطفال أثناء اللعب في هذه الحفر والخنادق غير المؤمنة والمغطاة.
كما تسبّب قدم شبكات التموين بالمياه الشروب أيضا، والتي ترجع للعهد الاستعماري بمدينة باتنة إلى تسجيل تسربات كبيرة للمياه وتراجع التموين بها، ما دفع بالجهات المعنية إلى تسجيل مشروع ضخم يقدر بـ 200 مليار سنتيم لإعادة تجديد هذه الشبكات عبر شطرين، انتهى الأول ولا يزال الثاني ورشة مفتوحة على الهواء يشهد تأخرا كبيرا، الأمر الذي من شأنه وضع حد لمعاناة السكان مع نقص التموين بالمياه والقضاء على مختلف الأمراض والأوبئة التي تتسبب فيها كميات المياه المتسربة على السطح، والتي شوّهت الوجه الحضري لطرقات وشوارع مدينة باتنة.