بسبب استهلاك مواد كيماوية، مختصّون:

ضرورة تزويد الفئات الهشّة بقنوات الصّرف الصحي

البليدة: أحمد حفاف

يشكّل الصّرف الصحي باستعمال الحفر خطرا على الصحة العمومية والبيئة، ترى الدكتورة حياة بالمسكين المتخصصة في التسمم البيئي في علم البيولوجيا، بأنّ فضلات الإنسان ممتلئة بالجراثيم المسببة للأمراض، وتراكمها في الحفر من شأنه أن يصيب السكان بالعدوى وبأمراض خطيرة مثل الملاريا والكوليرا.
 قالت نائبة عميد كلية العلوم الطبيعية بجامعة سعد دحلب بالبليدة، إنّ «نمط الاستهلاك عند الإنسان تغيّر، ولم يعد كما في السابق لما كان يتناول مأكولات طبيعية خالصة، ومعظم المنتوجات الفلاحية في وقتنا الحالي تم إنتاجها باستعمال غير عقلاني للأسمدة الكيماوية ممّا يجعلها تحتوي على سموم أو مواد مسرطنة».
 أوضحت المتحدثة قائلة: «الفضلات تتحول إلى سموم في التربة بسبب الجراثيم التي تحتوي عليها وتتسبب في حدوث الأمراض بعد حدوث تفاعلات كيماوية لها، ويمكن لهذه الفضلات أن ترسب إلى الأسفل فهي مزعجة بسبب الروائح التي تنبعث منها إلى الأعلى، ولأن التربة فيها مسامات وليس عازلة فيمكن أن تلوث المياه الجوفية في الأسفل».
ودعت المختصّة الأكاديمية السلطات إلى تزويد الفئات الهشة بقنوات الصرف الصحي للحفاظ على صحة السكان من جهة، ومن أجل الحفاظ على البيئة التي تتضرر كثيرا باستعمال الحفر الصحية، وتحدثت في هذا الشأن: «في السابق لم يملك الإنسان الإمكانيات، لكن حاليا أصبح يحوز على الآلات والوسائل لمعالجة مياه الصرف الصحي وتجنب آثارها السلبية».
من جهته تحدث الدكتوراه مومن سعيدة رئيس مخبر علمي في البيو تكنولوجيا عن آثار استعمال الحفر الصحية على صحة الإنسان: «متعارف عليه أن الطبيب يأمرنا بإجراء تحاليل على الدم والبول لمعرفة ما إذا كنا نعاني من مرض ما، وهذا ما يؤكد أن الإنسان يمكن له أن ينقل العدوى عن طريق فضلاته التي تتراكم في تلك الحفر الصحية، ويمكن نقلها عن طريق حشرات تقوم بلسع الإنسان مثل الناموس»،
وأضافت بالقول: «فضلات الإنسان يمكن أن تلوث الهواء كما يمكن أن تتسرب إلى الأسفل وتلوث المياه الجوفية وهذا أمر خطير، وبسبب الروائح المنبعثة من الحفر قد يُصاب الأطفال بالحساسية وحتى حاسمة الشم لديهم قد تضعف بسبب استنشاقهم للروائح باستمرار».
بدوره يرى الطبيب المتخصص في الميكرو بيولوجيا جلال كركاشي، بأن الحفر الصحية لا تشكل خطرا على صحة الإنسان إذا تم حفرها بشكل جيد، ويكون عمقها فوق ثلاثة أمتار، ويضمن تغطيتها بشكل جيد تفاديا لسقوط الأطفال الصغار.
وأردف محدثنا في هذا الصدد: «قبل تطوير نظام الصرف الصحي كان الناس يقومون بحفر حفر أمام سكناتهم لرمي الفضلات ثم بعد ذلك يخرجون هذه الفضلات ويستعملوها كأسمدة في الحقول الزراعية، وهذه الحفر ليست عميقة بالشكل الذي يجعلها تلوث المياه الجوفية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024