تزخر ولاية المسيلة بالعديد من المعالم سياحية والتاريخية التي تؤرخ لحقب تاريخية مضت وما تزال شاهد من شواهد تعاقب الحضارات وحتى على همجية المستعمر الغاشم، إلا أنها ما تزال في طي النسيان وتنتظر من يعيد لها بريقها السياحي في ظل انتشار جائحة كورونا وتراجع الزوار بشكل كبير.
تعتبر قلعة الذياب الهلالي ومن بين معالم تاريخية السياحية التي يقصدها العديد ممن يعشقون السياحة والاستكشافات التاريخية إذ تعد كشاهد من الشواهد التي بناها الرومان بنمط بسيط، نظرا لصعوبة نقل الحجارة الكبيرة واستعمالها في البناء ويعود تاريخ إنشائها حسب المؤرخين والباحثين في التاريخ إلى القرن الثالث ميلادي أثناء توغّل الرومان بالمناطق الداخلية، حيث استعملها كحصن منيع وكشرفة مطلة على زراعتهم وكنقطة عبور بينها وبين هضبة بانيو أي المناوبة برقيا بالنهار وأنوارا بالليل في الحالات الإستعجالية بهدف مراقبة الحضنة والرحل القادمين إليها من الجهات الثلاث شرقا جنوبا وشمالا لأنها الشرفة الوحيدة المطلة على أراضي الحضنة من الجهة الغربية.
وحسب ما جاء في كتاب العلامة ابن خلدون، فإن القليعة كانت ملجأ لأهالي الحضنة من الغزاة المارين على المنطقة في القرن الأول والثاني هجري، وفي نهاية القرن السابع هجري صارت القليعة في يد السلطان بلقاسم بن محمد بن إبراهيم الغول ابن إبراهيم السلامي الذي كان قائدا لمجموعة من الجند مكونة من مختلف القبائل قصد حماية القوافل التجارية المتجهة من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب مقابل جزية تدفعها القوافل التجارية.
وعرف معلم قلعة ذياب الهلالي تراجعا كبيرا في عدد السياحي خلال الفترة الأخيرة على ضوء انتشار جائحة كورونا ونظرا لعدم اهتمام السلطات المعنية بها ليكون مقصد للزوار بعد تهيئتها وجعلها مقصدا سياحيا من شأنه أن يضفي على المنطقة حركية تجارية.
ويساهم بشكل أو آخر في خلق مناصب وترقية العمل السياحي، خاصة في تسويق المنتوجات التقليدية على غرار الموس البوسعادة وحتى التعرّف على الأطباق التقليدية التي تزخر بها منطقة بوسعادة التي تعتبر أيقونة السياحة في الجزائر.