يشكّل ملف النقل المدرسي أحد أهم انشغالات والهواجس التي لا تزال تواجه الأسرة التربوية والسلطات المحلية والولائية ببومرداس المطالبة بتوفير وضمان استمرارية هذه الخدمة الأساسية لفائدة التلاميذ لتحسين مستوى التمدرس، خاصة بالنسبة للطور الابتدائي بالمناطق النائية التي تعاني من نقص أو تذبذب العملية رغم تدعيم الحظيرة المحلية بـ60 حافلة جديدة تمّ توزيعها خلال الدخول المدرسي 2020/ 2021 وشملت 32 بلدية تقريبا مع التركيز على البلديات المتضرّر أكثر وبحاجة لهذه الوسيلة الأساسية.
ساهمت الحصة الجديدة من حافلات النقل المدرسي التي استفادت منها بلديات بومرداس الموسم الماضي، من تخفيف حدة المعاناة التي كانت تواجه التلاميذ بالخصوص بالبلديات والقرى النائية التي تعاني أصلا من أزمة غياب النقل العمومي نتيجة تدهور شبكة الطرقات وتبقى مع ذلك غير كافية ولا تغطي أغلب المؤسسات التعليمية، مثل تلك التي تنعدم فيها متوسطات وثانويات.
وانتظر أولياء التلاميذ في باقي الجهات الأخرى التي تعاني من هذه الأزمة أن تتدعّم بحصة جديدة تشمل 9 حافلات مخصّصة للنقل المدرسي خلال هذا الموسم الجديد مثلما وعدت به السلطات الولائية، إلا أن الظروف الصعبة التي عرفتها بداية السنة الدراسية الجديدة حالت دون ذلك.
تأخّر تسليم المرافق زاد من الأزمة
يجمع الكثير من المتابعين والمهتمين بملف التربية الوطنية سواء كنقابات أو جمعيات أولياء التلاميذ، أن القطاع بحاجة إلى خدمات أساسية متكاملة من أجل إنجاح العملية البيداغوجية للتلميذ، حيث يشهد قطاع التربية صعوبات كبيرة في مجال تجسيد المشاريع والعمليات المسجلة منذ عدة سنوات الأمر الذي فاقم من ظاهرة الاكتظاظ وتزايد انشغالات الأولياء نتيجة تدني مستوى الخدمات المكملة في الكثير من المدارس.
ويعاني إلى اليوم أبناء حي ساحل بوبراك ببلدية سيدي داود الذين يتقاسمون حافلة واحدة باتجاه مركز بلدية سيدي داود، نفس الشيء بالنسبة لتلاميذ الثانوي لبلدية تاورقة الذين يتنقلون لمركز دائرة بغلية على مسافة أزيد من 20 كلم بسبب عدم إتمام مشروع الملحقة.
استغلال حافلة التلاميذ في مهام أخرى
كما يعاني تلاميذ المتوسط والثانوي أيضا في مناطق أخرى من نفس المشكل المتعلق بأزمة النقل على غرار قرى بلدية برج منايل رغم مطالبة الأولياء بانجاز متوسطة على مستوى قرية «واد الأربعاء».
فيما تستمر المعاناة كذلك بالنسبة لأطفال قرية «أولاد بونوة» والقرى المجاورة ببلدية رأس جنات الذين يتنقلون يوميا إلى المتوسطة والثانوية المركزية رغم تسجيل مشروع انجاز متوسطة بالمنطقة منذ سنوات لكنه عالق نتيجة أزمة العقار، فيما بادر بعض المنتخبين ببلدية بني عمران وغيرها إلى إبرام صفقات مع الناقلين الخواص لضمان تنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية كحل ظرفي للتعويض عن هذا العجز.