تحصي الإدارة المحلية لمعسكر، 344 حافلة للنقل المدرسي، توفر خدمات نقل التلاميذ من مقر سكناهم إلى مؤسساتهم التربوية، لكن لا تضمن عودتهم إليها في نهاية ساعات الدراسة بسبب اختلاف مواقيت الخروج الأمر الذي عمقته إجراءات مواجهة الجائحة الصحية التي وُضِع بموجبها نظام التفويج، ما يضطر بغالبية أطفال المناطق النائية المتمدرسين إلى العودة لبيوتهم مشيا على الأقدام، وكثيرا ما يشكّل مشهد عودة التلاميذ إلى منازلهم بعد انتهاء مواقيت الدراسة، الصورة الحقيقية لواقع النقل المدرسي الذي يحمل سلبيات عديدة وبعض الايجابيات أيضا.
الزاوية المشرقة في ملف النقل المدرسي بولاية معسكر، هي عدم اقتصار خدماته على تلاميذ المدارس الابتدائية، حيث يضمن النقل المدرسي خدماته لتلاميذ الطور المتوسط والثانوي، فضلا عن العاملين في قطاع التربية و قطاعات أخرى في مناطق تسجل عجزا في خدمات النقل والمواصلات خاصة في الفترات الصباحية.
ومن سلبيات النقل المدرسي بولاية معسكر، الامتلاء الحاد للحافلات واهترائها وعدم قدرتها على تلبية حاجيات نقل التلاميذ في الدواوير المبعثرة، حيث يضطر التلاميذ الصغار في بعض الحالات إلى المشي مسافات طويلة للوصول إلى موقف حافلة النقل المدرسي بالطرق الرئيسية، فضلا على أن الكثير من التلاميذ يضطرون إلى النهوض باكرا في حدود الساعات الأولى للفجر، من أجل تفادي التأخر عن حافلة النقل المدرسي، وإن حدث ذلك، فإن معانتهم مع الطرق المهترئة والمتوحلة أو بمساعدة المركبات الفلاحية والجرارات من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة.