يرفع الآباء في ببعض مناطق الظلّ بتبسة التحدي يوميا للبحث عن وسيلة نقل لإيصال أبنائهم إلى المدرسة وعادة ما تكون جرار أو شاحنة في أفضل الأحوال تستخدم لغرضين أحدهما نقل المواشي إلى الأسواق والأخرى لنقل التلاميذ للالتحاق بمقاعد الدراسة.
ويقعن الفتيات المتمدرسات في الاختيار بين المعاناة اليومية في ظلّ انعدام النقل المدرسي في بعض المناطق وبين التوّقف عن الدراسة
وهو ما يلجأ له الكثير من الأولياء بحرمان بناتهن من الدراسة على خلفية الخوف عليهن، أما الفتيات الأكثر حظا يلتجئن للبقاء عند أحد الأقارب طيلة الأسبوع والعودة لمنازلهن في العطلة الأسبوعية، مآثر على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي.
ويتحدث الأطفال عن المخاطر التي يمكن أن يصادفونها في الطريق خلال المشي عدة كيلومترات عبر المسالك الغابية والترابية الصعبة وتحديدا الحيوانات الضالة، ما يجعلهم يمشون في مجموعات للتصدّي لأي خطر يمكن أن يتعرضوا له، فيما يستخدم أطفال آخرين الاحمرة للتنقل ما يضطرهم للنهوض باكرا جدا للالتحاق في الوقت المحدّد للمدرسة والعودة متأخرين لمنازلهم، وهي إشكالية تبقى ضمن المسببات الرئيسية لعدم رفع نسبة النجاح.
وقد أحصت مصالح مديرية التربية بحظيرة 28 بلدية بتبسة 117 حافلة مخصّصة للنقل المدرسي في ظلّ مساحة شاسعة وتباعد كبير بين المشاتي وتضاريس وعرة وعدم صلاحية المسالك الريفية، مما يصيب الكثير من هذه الحافلات بأعطاب تستدعي توقفها، ما يضاعف من حجم معاناة تلاميذ المدارس وتزداد الأوضاع سوءا في البلديات التي لا تتوفر على ثانوية ككل من بلدية الحويجبات صفصاف الوسرى، سطح قنتيس، العقلة المالحة، بجن والمزرعة.