لم يكد قطاع التربية بولاية تندوف أن يخرج من مشكل الاكتظاظ وقلة الهياكل التربوية بالولاية، حتى اصطدم بمعضلة غياب النقل المدرسي الذي أرّق التلاميذ وأوليائهم رغم البرامج العديدة التي استفادت منها بلدية تندوف والتي تمّ بموجبها منحها حافلات موجهة للنقل المدرسي.
شهدت بلدية تندوف في السنوات الأخيرة طفرة تنموية وتوسّعاً متسارعاً في الحظيرة السكنية بالولاية، صاحبه إنشاء هياكل ومؤسسات تربوية بالأحياء الجديدة وإعادة توزيع الخارطة المؤسساتية بإقليم بلدية تندوف لتتماشى والتوزيع الديمغرافي، في حين، لا تزال الولاية تسجّل ضغطاً في بعض الهياكل التربوية، ما دفع بمديرية التربية إلى تحويل تلاميذ بعض الأحياء للدراسة في مؤسسات تربوية في أحياء أخرى قد يفصلهم عنها مسافة 11 كلم.
في معرض حديثها لـ»الشعب»، أوضحت بوغنامة مبروكة رئيسة لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، أن تلاميذ حي الحكمة هم أكثر تضرراً من غياب النقل المدرسي، حيث يضطر تلاميذ الحي إلى التنقل إلى متوسطة أحمد مدغري بحي موساني وإلى ثانوية حي تندوف لطفي بمصاريفهم الخاصة على ضوء استمرار الضغط على متوسطة حي الحكمة الذي يضمّ حوالي 08 آلاف وحدة سكنية، بالإضافة إلى لجوء بعض المعلمين والأساتذة إلى النقل الخاص من أجل تمكين تلاميذهم من المشاركة في المسابقات الفكرية التي تجرى بالولاية.
قالت رئيسة لجنة التربية، أن المجلس الشعبي الولائي الحالي، أخذ على عاتقه مهمة إيجاد حلول جذرية لأزمة النقل المدرسي بالولاية، مؤكدةً حصول بلدية تندوف على حافلات مخصّصة لتلاميذ المؤسسات التربوية، غير أن هذه الحافلات بقيت حبيسة حظيرة البلدية بسبب أعطال ميكانيكية، أو بسبب قلة السائقين وعجز البلدية عن توفير مناصب شغل بسبب التجميد الحاصل في قطاع التوظيف، مبرزةً خطورة استمرار الوضع على سلامة التلاميذ الذي يتكبّدون يومياً عناء التنقل إلى أحياء بعيدة مستعينين بسيارات الأجرة أو بالنقل العمومي، الذي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخرهم عن الوقت الرسمي للدخول.