أحصى مختصون في علم الطيور بالمنطقة الرطبة المعروفة (سبخة المالح) الواقعة جنوب مدينة المنيعة ما لا يقل عن 5018 طائر مهاجر، حسب ما أفادت به محافظة الغابات بالولاية.
أنجز هذا الإحصاء الشتوي للطيور المهاجرة التي تستخدم تلك المنطقة الرطبة بالمنيعة محطة للعبور والتعشيش على محور الهجرة بين أوروبا وإفريقيا في إطار الجرد الدولي السنوي للطيور المهاجرة الذي يجري من طرف علماء الطيور، حسبما أوضح عبد الوهاب شداد رئيس فريق غرداية للشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين، بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة.
وسمح هذا الإحصاء بملاحظة 35 صنفا من الطيور المهاجرة أغلبها من الأصناف المائية التي تزور المنطقة عند هجرتها السنوية عبر كامل فضاء «سبخة المالح» المصنفة منطقة رطبة طبيعية ذات أهمية عالمية منذ سنة 2004، على غرار المجارف والبط البري المجنح الأخضر والبط البري الرخامي وأنواع أخرى منها فلامينغو ومالك الحزين الرمادي.
كما وتعتبر هذه العملية بتعداد الطيور والأصناف الشتوية المتواجدة بهذه المنطقة الرطبة بمثابة مؤشر بيولوجي حول وضعية النظام البيئي بها على اعتبار أنها فضاء بيئيا للتنوع البيولوجي المهدّد بفعل الأنشطة البشرية المتزايدة.
وتندرج عملية ملاحظة تلك الطيور ضمن اتفاقية «رامسار» الدولية والتي تمتد على مساحة 18.947 هكتار من ضمنها 1.600 هكتار مسطح مائي وضفاف من النباتات، ويعد هذا الموقع ذي الأهمية الإيكولوجية محطة للطيور المهاجرة من مختلف الأنواع والتي يوجد من ضمنها المدرجة ضمن قائمة الطيور المهدّدة التي أعدها الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، مثلما شرح السيد عبد الوهاب.
جدير بالذكر، أن سبخة المالح التي تحتضن قدرات طبيعية من شأنها أن تساهم في تطوير السياحة الإيكولوجية، كما تعتبر مخبرا مفتوحا على الطبيعة لفائدة المهتمين بالعلوم، وتنتشر به آلاف الطيور المهاجرة، والحيوانات والزواحف المتنوعة والأسماك والنباتات المستوطنة المنتشرة داخل البحيرة وعلى ضفافها.