تعاني اربعون عائلة بقرية بلولادي ببلدية العمارنة بولاية سيدي بلعباس، مرارة الحياة دون سكن لائق يؤويها، ما دفع بها إلى اقتحام المحلات المهنية، في انتظار أن تلتفت السلطات المحلية لها.
العائلات المغلوبة على أمرها لطالما ناشدت رئيس دائرة سيدي لحسن السابق والحالي والوالي النظر في ملفاتها الخاصة بسكن، إلا أن الوعود التي تلقوها من طرف هؤلاء لم توف لحدّ اليوم، بينما يعانون أوضاعا مزرية سواء خلال فصل الشتاء عندما تتهاطل الأمطار وفصل الصيف عندما تشتد الحرارة وتصبح الحجرات الضيقة خانقة في غياب التهوية.
وتعيش العائلات حالة رعب كلما تساقطت الأمطار خوفا من أن تحدث الكارثة بسبب الربط العشوائي للكهرباء من الأعمدة الكهربائية، والبقاء في الظلام الدامس ليلة كاملة، ما يمنع أطفالهم من مراجعة الدروس وينعكس بالسلب على مردودهم السنوي.
وبعد ازدياد عدد أفراد الأسرة اضطر الكثيرون إلى بناء أكواخ من الطوب والزنك، لتوسيع المكان
وبسبب انعدام ضروريات الحياة أصبحت الأمراض المتنقلة عبر الحيوان تهدّد صحتهم، في المحيط تغزوه الجرذان والحشرات وغياب قنوات الصرف الصحي، ما يبعث الروائح الكريهة، كما يتخوفون من العدوى بفيروس كورونا في غياب النظافة.
وحسب أرباب العائلات، فإن اللجنة المكلفة بمعاينة وضعية طالبي السكن الاجتماعي قد زارتهم للعديد من المرات وأحصتها من بين المستفيدين من السكنات الاجتماعية الايجارية والمستفيدين من الأراضي الخاصة بالسكن الريفي، إلى أن تفاجأوا بإقصائهم من الحصص التي وزعت ومنذ ذلك الحين لا جديد يذكر بخصوص ملفاتهم.
ولأن الانتظار طال أمده تناشد العائلات السلطات الولائية التدخل في القريب العاجل للنظر في أزمتها الحادة وترحيلها إلى سكنات لائقة تحفظ لها كرامتها ووطنيتها.
وفي ردّ لـ»الشعب» على ما جاء به المواطنون، صرّح رئيس بلدية العمارنة، أنه على دراية بمشكل هؤلاء إلا أن غياب برامج سكنية بقرية بلولادي تحول دون الاستجابة لمطلبهم في الوقت الراهن، مضيفا أن المنتخبين والسلطات على دراية بالوضع الكارثي لهؤلاء.
وللوقوف إلى جانبهم، تعهد بتنظيم حملة للنظافة بمحيط إقامتهم، كما تدخّل لدى مديرية توزيع الكهرباء والغاز لمنع قطع الكهرباء عليهم وتعهد بدفع فاتورة الاستهلاك بدل بقائهم في الظلام الدامس.
كما أن البلدية ستوفر صهريجا لتزويد العائلات بالماء الصالحة للشرب كل أسبوع أو أسبوعين
وبكميات تكفيهم لقضاء حاجياتهم، إضافة إلى اقتنائهم الماء من عند الباعة الخواص.
هذه الحلول المؤقتة التي اقترحها رئيس بلدية العمارنة على أرباب العائلات المتضرّرة، في انتظار تخصيص سكنات لهم.