انتعشت تجارة خبز المطلوع والخبز التقليدي الصنع في مختلف مناطق تيزي وزو، وهذا بعد ندرة الخبز التي طفت على الواجهة بعد إضراب الخبازين الذي دخل أسبوعه الثاني، الآمر الذي أثار استياء مواطنو الولاية، خاصة العاملين الذين يدخلون يوميا في رحلة البحث عن خبزة تسكن جوعهم بعد عناء ومشاق العمل.
نقص الخبز بتزي وزو فتحت المجال لعودة وانتعاش تجارة المطلوع والخبز التقليدي، حيث سارعت نساء المنطقة على اقتناء السميد بكل أنواعه من أجل إغراق المحلات وحتى المطاعم بمختلف أنواع الخبز التقليدي، الذي أصبح البديل لدى سكان الولاية في ظل أزمة انعدام الخبز.
نساء ولاية تيزي وزو استثمرن في أزمة الخبز، ووجدن فيها مدخول يعيلهن على مشاق الحياة، حيث يتنافسن يوميا على تزويد المحلات بالخبز منذ الساعات الأولى من صبيحة كل يوم، حيث تجد بضائعهن إقبال واسع من طرف المشترين.
محلات بيع المواد الغذائية بتيزي وزو تعرف نقص كبيرا في مادة السميد التي أقبلت النساء على شرائها بكيسين أو ثلاثة من أجل تحضير المطلوع، الذي أصبح الطلب عليه متزايدا، حيث تنفذ كميات الخبز المعروضة حال وصولها، وهناك من أصحاب المحلات من يتلقى طلبيات من بعض الزبائن، حيث يقوم البائع بترك عدد من الخبزات لزبائنه المعتادين، والتي يأخذونها فور وصولهم إلى المحل.
نساء حولن مستودعات منازلهن إلى محلات مؤقتة لبيع المطلوع، حيث تتشارك بعض النسوة ف ي صناعة الخبز منذ الساعات الأولى من الصباح، ويتمّ بيعها في نفس المكان لسكان القرية، حيث ترفض العديد منهن بيعها للمحلات ليتم إعادة بيعها للزبائن ويفضلن التجارة بأنفسهن لزيادة الأرباح.
أصحاب المطاعم في ولاية تيزي وزو ولتفادي تعليق نشاطهم التجاري وتكبّد الخسائر، يتنقلون يوميا وفي ساعات الأولى من صبيحة كل يوم إلى الولايات والمناطق المجاورة «بومرداس، برج منايل»، لاقتناء الخبز بعد عناء كبير في طوابير طويلة، وهذا لإنقاذ تجارتهم، وضمان الوجبات الغذائية لسكان تيزي وزو خاصة العاملين منهم في القطاع الصحي.
إضراب الخبازون ادخل سكان ولاية تيزي وزو في معاناة طويلة، خاصة العامل البسيط الذي لا يمكنه اقتناء الخبز التقليدي بالأثمان المعروضة والتي تتراوح بين 20 دج الى 50 دج، وهو ما يرهق جيبهم ويزيد من تكاليف الحياة.
الأزمة التي خلقها إضراب الخبازين، أثارت استياء مواطني الولاية الذين دعوا إلى مقاطعة شراء الخبز في حال عاد الخبازون إلى مزاولة نشاطهم وعلّقوا إضرابهم، كونهم لم يفكروا في معاناتهم عندما اتخذوا هذه الخطوة التي أثرت سلبا على حياتهم.
مديرية التجارة لولاية تيزي وزو اعتبرت مطلب الخبازين برفع تسعيرة الخبز إلى 15 دج بغير القانوني، لأنه من صلاحيات السلطات العليا للبلاد التي أقرّت تسعيرة الخبز ب10 دج، وأنه آي زيادة في تسعيرة الخبز بالولاية يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون.