طفى مرة أخرى على الواجهة مشكل ندرة العلف لتسمين المواشي والأبقار، خاصة بجنوب ولاية سيدي بلعباس، ما دفع بالموالين القاطنين ببلدية مرحوم أقصى الجنوب الولائي بعد أن تفاقمت معاناتهم بسبب غلق مستودعات تعاونية الحبوب والبقول الجافة التي كانت تمولهم بالعلف المدعم، بما في ذلك مادة النخالة و تقلص المساحة الرعوية بسبب الجفاف الذي اجتاح المنطقة، خلال الموسم الفارط و شح الأمطار فصل الشتاء.
الأمر الذي أثقل كاهل موالي و فلاحي بلدية مرحوم بأقصى جنوب الولاية و وضعهم في حيرة من أمرهم، و منهم من دفعت به الظروف على التنقل إلى ولايات جنوب الوطن لشراء العلف أو استئجار الأراضي التي لم يتم استغلالها هذا الموسم الفلاحي، حيث ترتع مواشيهم، بينما يضطر آخرون إلى شراء العلف بمبلغ 4400 دج، بالسوق السوداء.
وأكد الموالون أنّ المواشي أصبحت تموت جوعا ما يكلفهم خسائر مادية كبيرة، ما سيقضي على نشاطهم خاصة وأنّهم تكبّدوا، السنوات الفارطة، خسائر بسبب طاعون المجترات الصغيرة، وحاليا، يعانون من وباء الجدري الذي ينتقل بين القطيع بشكل مخيف، في وقت تقتات المواشي والأبقار على نصف حصتها من العلف، ما قد يضعف مناعتها ضد الأمراض، وينقص من إنتاج حليب الأبقار.
وأضاف هؤلاء أنهم لم يحصلوا على حصّتهم من العلف هذا الموسم، كما أنّ كل مساعيهم مع المسؤولين عن تعاونية الحبوب والبقول الجافة لأجل الحصول على الأكل لحيواناتهم، كانت دون جدوى. فبعد أن كانت التعاونية تمولهم مرتين في السنة، هذه السنة لم تتم العملية بل على العكس من ذلك تفاجؤوا بغلق مستودعات العلف، دون سابق إنذار.
مهنة تربية المواشي والأبقار التي توارثوها عن الأجداد ومصدر عيشهم الوحيد تندثر أمام أعينهم، ولا حل لمشاكلهم إلا بتدخل السلطات الولائية للحفاظ على الثروة الحيوانية، التي تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.