يتكبّد سكان قرية بالطرش السعيد التي تبعد عن مطار محمد بوضياف بعين الباي بقسنطينة معاناة ومشقة يومية جراء الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشون فيها في ظل افتقار قريتهم لأبسط ضروريات العيش الكريم، حيث تتجرّع قرابة 100 عائلة قساوة هذه الظروف منذ نشأة هذه القرية في السبعينات من القرن الماضي.
أفاد سكان القرية، أن هذه الأخيرة ذات طابع فلاحي حيث التحق بها السكان في إطار الثورة الزراعية آنذاك لتجابه منذ ذلك الحين شبح العزلة والتهميش دون أي تغيّر يذكر على مستوى جميع الأصعدة ليدفع بذلك المواطنون البسطاء ثمن تشبثهم بممتلكاتهم وأراضيهم الفلاحية، غاليا فقد حرم سكان المنطقة من الاستفادة من أبسط ضروريات العيش الكريم.
فالمتجوّل عبر قرية بالطرش يلاحظ من الوهلة الأولى حجم المعانات اليومية التي يتخبط فيها الأهالي الذين أعربوا لنا عن استياءهم الشديد مما لحقهم من تهميش ولا مبالاة من قبل الجهات المسؤولة على مرّ السنوات الماضية على الرغم من الشكاوي العديدة التي رفعوها إلى مختلف الجهات الرسمية.
السكان طالبوا بمشاريع التهيئة الحضرية، المياه الصالحة للشرب وشبكة الغاز الطبيعي باعتبارها ضروريات لا يمكن الاستغناء عليها، حيث لازالوا يعتمدون على الآبار التقليدية غير المراقبة صحيا لجلب الماء الشروب وهو ما يشكل خطرا حقيقيا يتربص بصحة هؤلاء المواطنين الذين بح صوتهم من مناشدة الجهات الرسمية لرفع الغبن عنهم أمام تأخر تزويدهم بهذه المادة الحيوية على الرغم من انتهاء كافة الإجراءات الخاصة بربط مساكنهم بشبكة المياه الصالحة للشرب.
في سياق متصل طرح السكان مشكل تأخر استفادتهم من شبكة الغاز الطبيعي على الرغم من مقربة المحطة الرئيسية للغاز من مقر سكناهم إذ لا تبعد عن القرية إلا بـ 500 متر لتتواصل معاناة السكان مع قارورات غاز البوتان التي يتم جلبها من المناطق المجاورة متحملين أعباء إضافية أثقلت كاهل الأسر ذات الدخل البسيط.
هذا وأفاد السكان أن المنطقة تغمرها المياه القذرة جراء التسربات الكثيرة للمياه القذرة من قنوات الصرف الصحي وهو الأمر الذي يشكّل خطرا حقيقيا على الصحة العامة لهؤلاء في ظل انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تسبب العديد من الأمراض، كما لم يخف السكان احتياجهم للمشاريع التنموية وحملات النظافة للتخلص من المزابل العشوائية إلى جانب توفير النقل المدرسي للمتمدرسين الذين يقطعون الكيلومترات مشيا على الأقدام للالتحاق بمدارسهم هذا ويأمل السكان أن تلتفت إليهم الجهات المسئولة والتدخل لرفع الغبن عنهم.