تتواصل التحضيرات عبر مختلف مراكز التكوين المهني والتمهين بولاية بومرداس استعدادا لدورة فيفري، حيث فتحت المؤسسات التكوينية أبوابها أمام الشباب وتلاميذ المستويات النهائية لقطاع التربية من أجل التسجيل والاطلاع على أهم عروض التكوين المفتوحة التي تتماشى والرغبات، وأيضا متطلبات سوق الشغل الذي أضحى الهاجس الأكبر أمام هذه الفئات الاجتماعية المقتنعة بأهمية هذا الطريق الوحيد تقريبا لضمان مستقبل مهني قار، فيما تخيّم جائحة كوفيد19 مجددا وتهدّد بوقف النشاطات.
تشكّل دورة فيفري أحد أهم المحطات الرئيسية في مسار السنة التكوينية باعتبارها مكمّلة أو مدعّمة لدورة سبتمبر من حيث طبيعة العروض المقترحة أمام المتربصين الجدد التي تشهد تحيينا دائما أو على الأقل تحاول مسايرة مستجدات عالم الشغل على المستوى المحلي المتحرك هو الآخر حسب النشاطات والمقومات الاقتصادية، وأيضا وفق رغبات أرباب العمل والمؤسسات الصناعية الذين يبحثون دائما على يد عاملة مؤهّلة في بعض المهن المستحدثة في ميدان الخدمات، التكنولوجيا الحديثة وباقي الحرف الأخرى التي تدعّم ورشات البناء، الأشغال العمومية وقطاع الصيد البحري وتربية المائيات بالخصوص.
وتماشيا مع كل هذه المستجدات والمتغيرات التي يشهدها قطاع الشغل وتحدي تلبية طلبات المؤسسات الاقتصادية، يحاول القائمون على قطاع التكوين المهني بولاية بومرداس مواكبة هذه الديناميكية والحرص الدائم على تحيين مدوّنة العروض، وهذا يتوقف على درجة الإقناع وسط الشباب وتلاميذ المدارس الذين يشكّلون الفئة المستهدفة بالأساس لتحقيق هذه الإستراتيجية والعمل على ضمان تكوين دائم ومستدام لليد العاملة التي يتطلّع إليها المتعاملون وأصحاب المؤسسات الصناعية لدعم مختلف الورشات من أجل إنجاح المشروع الاستثماري المتوقف على درجة تأهيل العمال خاصة في بعض المهن الجديدة التي تتطلّب تكوينا عاليا في التخصّص للتحكم في الأجهزة والوسائل التكنولوجية.
وبهدف تحقيق هذه الإستراتيجية وضمان فتح تخصّصات جديدة وتحقيق رغبات بعض المؤسسات في القيام بدورات تأهيل ورسكلة للأطقم العاملة، تقوم مديرية التكوين المهني لبومرداس بإطلاق حملة إعلامية تحسيسية قبل انطلاق أي دورة لتشجيع الشباب على التسجيل ومتابعة تكوينا في العروض المتوفرة، وهذا من أجل ضمان العدد الكافي المطلوب لكل تخصّص جديد أو متواصل، وهي المهمة التي تقوم بها حاليا قافلة إعلامية انطلقت يوم 16 جانفي من مركز التكوين لخميس الخشنة.
إلا أن هذه القافلة وقبل اختتامها مطلع شهر فيفري، تواجه صعوبة تفشي فيروس كورونا مجددا مع إقدام الكثير من الهيئات المشابهة كالتربية والتعليم العالي على تعليق بعض الأنشطة البيداغوجية الحضورية وكل التجمعات المباشرة والفعاليات التي تعرف تجمعات كبيرة، خاصة بعد أن تركت تعليمة لوزارة التكوين المهني حرية المبادرة واتخاذ قرار غلق المؤسسات التكوينية وتعليق النشاطات لمديري المعاهد ومراكز التكوين الذين يملكون السلطة التقديرية فيما يخص الوضعية الوبائية.