بسبب تأخّر تجسيد مقترح توسيم البرتقال

أصناف الحمضيات تختفي من حقول المحمدية بمعسكر

معسكر: أم الخير.س

تواجه أصناف عديدة من منتوج الحمضيات بالمحمدية، شبح الاختفاء والزوال، بفعل الظروف المناخية القاسية والجفاف الذي خيّم على محيط هبرة منذ فترة طويلة. 

احتفلت مدينة المحمدية نهاية الأسبوع، بعيد البرتقال، الذي نظّم له معرض للمنتوج الفلاحي الذي تتغنى به المنطقة الفلاحية، وغابت عنه عدة أصناف من الحمضيات ذات الجودة والقيمة الغذائية العالية، حيث أرجعت المصالح الفلاحية سبب ذلك إلى الجفاف وشحّ مصادر السقي الفلاحي وارتفاع نسبة الملوحة التي قضت على أنواع البرتقال والحمضيات على غرار الليمون الهندي «البومبلوموس». 

ويتفق منتجو الحمضيات بالمحمدية في ولاية معسكر، مع المصالح الفلاحية حول أسباب اختفاء أصناف عديدة من الحمضيات، داعين إلى التعجيل بتنفيذ مطلبهم القاضي بسلت سد فرقوق الذي يعتبرونه شريان قطاع الفلاحة بالمنطقة ولا تغني عنه جهود توفير مياه السقي الفلاحي التي توجهت نحو انجاز 6 آبار عميقة بمحيط هبرة لم تحدّ من مشكل شحّ مياه السقي بفعل درجة ملوحتها، ويطالب الفلاحون بدعمهم من أجل وضع تقنيات لتحلية المياه وتقليل الملوحة، عملا على رفع مردودية الإنتاج. 

وتراجع انتاج البرتقال ومختلف الحمضيات بمحيط هبرة، هذا الموسم، متأثرا بهبات رياح ساخنة نتجت عن حرائق الغابات في ولاية وهران، فضلا عن مشكل الجفاف الذي يهدّد الشعبة الفلاحية، حيث قدرت وقتها نسبة خسائر منتجي الحمضيات بـ50 بالمائة، غير أن المنتجين            وارتباطهم القوي بنشاطهم الفلاحي المتوارث أباً عن جدّ مكّنهم من مقاومة الظروف المجحفة 

والاستمرار في العطاء وخدمة حقول الحمضيات، مجتهدين في إدخال تقنيات السقي الحديث وإدماج تربية المائيات في نشاطهم الفلاحي، سعيا منهم على انتاج حمضيات خالية من الأسمدة الكيميائية، آملين أن يحظى منتوجهم الفلاحي بالعلامة التجارية «التوسيم»، لتثمينه ولتسهيل تسويقه خارج الوطن.

في ذلك قال رئيس الغرفة الفلاحية محمد زوقارت لـ»الشعب»، أن وزارة الفلاحة تعمل على معالجة مقترح توسيم برتقال المحمدية، في وقت قطعت فيه الوصاية شوطا طويلا من معالجة ملف توسيم زيتون «سيقواز»، في حين لم يهضم منتجي الحمضيات بالمحمدية تأخّر توسيم المنتوج المحلي، داعين إلى التعجيل بالاجراءات من أجل تشجيع الشعبة الفلاحية، أمام تخلف مزمن للمستثمرين عن الخوض في مجال الصناعات الغذائية. 

ويرى منتج البرتقال بن بوحة مراد، أن توحّل سدّ فرقوق هو أكبر عقبة أمام تطور شعبة الحمضيات، تليه غياب المصانع المختصة في تحويل الحمضيات إلى عصائر، وبين العاملين يتواجد المنتجون الذين تخلّوا عن إنتاج عدة أصناف من الحمضيات القابلة للتحويل 

والعصر، فضلا عن عامل توسيم المنتوج المحلي الذي يمكن أن يكون منفذا نحو تسويق المنتوج الوافر إلى الخارج. 

وقدرت المصالح الفلاحية لولاية معسكر، مردودية الإنتاج الفلاحي للحمضيات بمحيط هبرة هذا الموسم، بما يقارب 600 ألف قنطار في نهاية حملة الجني التي ابتدأت في نوفمبر الماضي وتنتهي في شهر ماي المقبل بالنسبة لأصناف من الحمضيات المتأخرة.

وتنتشر زراعة الحمضيات على مساحة 6 آلاف هكتار بمحيط هبرة في المحمدية، منها 600 هكتار غرسات جديدة لأشجار البرتقال بمناطق متفرقة من ولاية معسكر، ومحيط هبرة الذي عرف عملية تاهيل وإعادة الاعتبار في إطار برامج الدولة التي خصّ بها قطاع الفلاحة بمعسكر.

وبالرغم من الدعم الذي خصّ به قطاع الفلاحة بالولاية، لاسيما شعبة الحمضيات، مازال إنتاج الحمضيات بالمحمدية لا يرقى إلى تطلعات المنتجين والسلطات على حد سواء، وتتداخل أسباب ذلك بين شحّ مصادر المياه بعد جفاف سد فرقوق وملوحة المياه الجوفية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وتراجع المساحات المسقية، فضلا عن اختفاء أصناف كثيرة من الحمضيات. 

وتحصي المصالح الفلاحية بولاية معسكر نحو 5 أصناف فقط من الحمضيات مازالت تحافظ على وجودها في الحقول وعلى موائد المواطنين، في حين اختفت أغلب أصناف البرتقال والليمون كليا بسبب شحّ مياه السقي الفلاحي وغياب النشاطات الصناعية المتخصصة في التحويل، ما دفع بالمنتجين إلى التخلي عن غرس أصناف كثيرة من فاكهة البرتقال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024