بـ 70 قنطارا في الهكتار داخل البيوت المحمية

تجارب ناجحة لزراعة الفاصوليا الحمراء بالوادي

الوادي: سفيان حشيفة

 أظهرت أولى تجارب زراعة الفاصوليا الحمراء غير الموسمية بولاية الوادي، نجاحًا داخل البيوت البلاستيكية حجم واحد هكتار، محقّقةً جودة عالية ومردودية مرتفعة للمحصول متراوحًا بين 60 و70 قنطارا للهكتار الواحد، وتوقّعات بتوسّع مساحات زراعتها لدورها الهام في تجسيد الدورة الزراعية.
 جرى إنتاج محصول الفاصوليا الحمراء في أحد المزارع المتواجدة على مستوى قرية التوأم التابعة لبلدية أميه ونسة الواقعة على مسافة 35 كلم جنوب مدينة الوادي، في بيت بلاستيكي كبير الحجم 01 هكتار، حيث كانت زراعتها في الموسم المبكر الشتوي الحالي الذي يميّز الولاية، ولا تتلاءم مع ظروفه الجوية في باقي مناطق شمال البلاد.
 نتائج تقنية جيّدة للمحصول
 أكّد رئيس مكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي العربي بليمة في تصريح لـ «الشعب»، أهمية نجاح زراعة محصول الفاصوليا الحمراء في الولاية داخل البيوت البلاستيكية كبيرة الحجم، وإمكانية توسيع زراعتها في المواسم المبكرة القادمة، وبذلك توفيرها في الأسواق المحلية والوطنية بكميات معتبرة.
وتوجّه الفلاحين لزراعة الفاصوليا الحمراء، حسب بليمة، مردّه استهلاكها الواسع محليا، ووطنيا وسعرها الذي يتراوح بين 90 و130 دينار جزائري إلى نهاية الموسم، مشيرا إلى أنّها من عائلة البقوليات وصنف مستقل قوي النمو، ويعطي ثمار جذّابة من القاعدة إلى الأعلى،  طولها 25 سم ذات خطوط حمراء، وتحتوي على 8 إلى 10 بذور في كل ثمرة، كما يمكن زراعتها في فصلين مختلفين في الربيع - زراعة مكشوفة - وفي الخريف في البيوت المحمية البلاستيكية.
وأضاف المتحدّث بأنّ تربّع ولاية الوادي على المراتب الأولى في عديد المحاصيل الزراعية بعد النهضة الفلاحية، بفضل الجهود الجبارة التي يبذلها الفلاح المحلي في تطويع الأراضي الصحراوية القاحلة، وتحويلها إلى أراضي منتجة بامتياز، أدّى لعدم استقرار في الأسعار بالأسواق بين موسم وآخر، ما دفعهم إلى المجازفة لإنتاج محاصيل أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، كزراعة الفاصوليا الحمراء و غيرها من المحاصيل المنتجة في الزراعات المحمية والبيوت البلاستيكية الكبيرة التي تتسع إلى واحد هكتار.
وقد شهدت زراعة البيوت البلاستيكية المحمية مؤخرا قفزة نوعية، وإقبال كبير للفلاحين لاستغلالها في إنتاج العديد من المحاصيل، نتيجة لتواجد المهندسين الزراعيين ميدانيا في المرافقة والمتابعة، ما شجّع المنتجين على التوجه نحو الاستثمار في هذه الشعب الإستراتيجية، التي بدورها تحقق أرباح هامة للفلاح، ومع ذلك من المهم أن تتدخل الدولة في تنظيم الأسواق وحماية الفلاح والمستهلك على حد سواء، يضيف بليمة.
الإرشاد والمرافقة التّقنية
 أوضح العربي بليمة رئيس مكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي، تسجيل توسّع في زراعات البيوت البلاستيكية ذات مساحة هكتار واحد في الولاية، حيث لقيت رواجا كبيرا مؤخرا لسهولة النشاط فيها كالمعالجة وخدمة الأرض، وكذا المساحة الكبيرة بالمقارنة مع البيوت البلاستيكية الأخرى ذات القباب، كما ساهم مهندسو الاتحاد الوطني بالولاية من خلال المرافقة الميدانية لهؤلاء الفلاحين في عدة بلديات مثل المقرن الرباح، اميه ونسة، حاسي خليفة والدبيلة وغيرها.
وأبرز بليمة في هذا السياق أهم المحاور الكبرى للإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، ومنها الإرشاد التّشاركي الميداني لمرافقة الفلاح والتنسيق مع هيئات القطاع الفلاحي من أجل المساهمة في تنظيم وتنويع المنتجات، وفي نفس الوقت العمل على توجيه الفلاحين لتنظيم أنفسهم تحت غطاء تعاونيات فلاحية تضمن لهم جميع الحقوق، وتكفل لهم كل طموحاتهم ورغباتهم.
وأضاف أيضا أنّ التنوع المثالي والمحكم في المحاصيل يضمن للفلاحين عدم حصول الضرر المادي من فوضى الأسعار التي عاشوها في عدد من المواسم الزراعية الماضية، لا سيما في محاصيل البطاطس والطماطم والكاوكاو وغيرها من المنتجات، بالرغم من استمرار ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذور وأسمدة ومبيدات كيماوية ويد عاملة.
في إطار متابعة مسار زراعة الفاصوليا الحمراء غير الموسمية، قام مدير المصالح الفلاحية بولاية الوادي أحمد عاشور، الآونة الأخيرة، بزيارة لمستثمرات البيوت المحمية المتواجدة على مستوى بلدية اميه ونسة بقرية التوأم، لمواكبة بداية جني هذا النوع من البقوليات الهامة في الولاية، التي سجّلت زراعتها في البيوت المحمية البلاستيكية نجاحا تقنيا ملحوظا بمردود إنتاجي مرتفع.
ويشجع زراعة الفاصوليا الحمراء، حسب منتجيها، أيضا على تجسيد الدورة الزراعية، وإمكانية إنتاجها بين المحاصيل المحلية المعتادة في الولاية، ما من شأنه تخصيب التربة وتجديدها ومدّها بالمكونات العضوية والأملاح المعدنية، لتكون جاهزة لزراعة المنتجات الأخرى.
إنتاج هذا النوع من البقوليات بجودة ومردود عاليين في ولاية الوادي المتميزة بكثرة زراعاتها غير الموسمية الشتوية، وتوسيع مساحات زراعتها في قادم المواسم وتشجيع الفلاحين على الإقبال عليها، من شأنه توفير هذا المنتوج كثير الإستهلاك في الأسواق المحلية والوطنية خلال الفترات الشتوية المقبلة.
مجهودات الفلاح المحلي في إنجاح مختلف الزّراعات، وتحدّيه لظروف الطقس الصحراوي بإنتاج أجود المحاصيل لم يقتصر هذا العام على نجاح منتوج الفاصوليا الحمراء، بل شهدت حقول الولاية وبساتينها نجاحا تقنيا باهرا لعديد الزراعات الإستراتيجية على غرار السلجم الزيتي والتريتيكل بديل الشعير، وأشجار اللوز وغيرها من المنتجات التي حقّقت مردودا إنتاجيا عاليا، وملاءمة وتأقلم مع مختلف ظروف الطقس الصّحراوي القاسي صيفًا وشتاءً.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024