يعانون التّهميش، العزلة وغياب التهيئة

سكان بوعاتي محمود بڤالمة يطالبون بحقّهم

ڤالمة: إلياس بكوش

 تتواصل معاناة سكان بلدية بوعاتي محمود الواقع على بعد 20 كلم من عاصمة الولاية قالمة، مع جملة النقائص التي عكّرت صفو حياتهم وعقّدت يومياتهم؛ ممّا أحدث لديهم استياء كبيرا، أجبرهم على رفع جملة من المطالب إلى الجهات المعنية.

 أوضح السكان أنهم طالما انتظروا التفاتة جادة ومسؤولة من قبل السلطات المعنية، إلى مطالبهم لتحسين ظروفهم المعيشية؛ حيث تفتقد بعض الأحياء لحاويات رفع النفايات، ناهيك عن تدهور الطرقات، وغياب الإنارة العمومية وانعدام التهئة، فضلا عن انتشار النفايات؛ الأمر الذي انعكس سلبا على صحتهم وصحة أبنائهم.

يغلب عليها التّرقيع والإهمال

 عبّر العشرات من سائقي السيارات ومركبات الوزن الثقيل، ببلدية بوعاتي محمود، عن تذمرهم الكبير من تدهور وضعية الطرقات المهترئة بالطريق الوطني رقم 80 الرابط بين قالمة وسكيكدة، والتي أصبحت هاجسا حقيقيا يؤرقهم، متسائلين عن جدوى دفعهم مستحقات قسيمة السيارات.
من جهتها، ساهمت شاحنات الوزن الثقيل والمقطورة التي تسير عبر هذا الطريق الوطني رقم 80، في عرقلة حركة السير وتوقيفها في الكثير من الأحيان بسبب كثرة هذه الشاحنات في المنطقة ودخولها في كل  وقت، مما يجبر السيارات والمركبات الأخرى على التوقف الاضطراري للسماح لها بالمرور.
وقد زاد هذا الوضع من استياء السكان والمواطنين رغم نداءاتهم وشكاويهم المتكررة للجهات المسؤولة، لوقف نشاط هذه الشاحنات وفتح طريق خاص بالوزن الثقيل إلى وجهة أخرى، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، حيث تسبّبت هذه المركبات الكبيرة في تدهور الطريق بسبب حمولتها الثقيلة وحاوياتها المعدنية، ممّا حوّله إلى حفر ومطبات زادت في متاعب السائقين.
وفي ظلّ سياسة التهميش واللامبالاة المنتهية من قبل السلطات المحلية لبلدية بوعاتي محمود، يبقى المواطنون في انتظار التفاتة المسؤولين الذين تم انتخابهم من أجل تحسين الظروف وتنمية أحياء البلدية وبعث المشاريع ذات المصلحة العامة، حتى تشهد منطقتهم تغييرا يريحهم.

مركز صحي لا يلبّي احتياجات المرضى

 كما جدّد سكان بلدية، بوعاتي محمود ، مطلبهم الذي رفعوه في عدة مناسبات للمسؤولين على قطاع الصحة بالولاية؛ المتمثل في إدراج المناوبة الليلية على مستوى العيادة الصحية متعدّدة الخدمات التي لا تتوفر على تجهيزات الطبية - حسبهم - وتفتقر لفريق طبي يكفل الخدمات الصحية اللازمة.
وعبروا عن رغبتهم في الحصول على خدمات صحية على مستوى العيادة، خاصة ليلا، مؤكدين أن موقع البلدية يستدعي توفير الخدمات الليلية، خاصة مع كثرة حوادث المرور التي تقع بالمنطقة.
كما أشار المتحدثون إلى أنهم يعانون الأمرين لتوفير الخدمات، نظرا لبُعد المسافة بين البلدية وعاصمة الولاية، وهو الوضع الذي جعل مواطني بوعاتي محمود يصرون على مطلبهم المتمثل في تقديم الخدمات الطبية الليلية، واستغلال هذا المرفق الصحي نظرا لحاجتهم الملحة لها.
وعلى هذا الأساس، يناشد السكان القائمين على قطاع الصحة بالولاية أخذ هذا المطلب بعين الاعتبار مستقبلا، وتقريب الصحة من المواطن وفق البرنامج الصحي، الذي تسعى الوصاية إلى تجسيده عبر كامل بلديات الوطن.

مصلحة التوليد مطلب ملح للسكان

 يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية للنساء الحوامل، ومطلب بناء مصلحة للولادة كان ملحَّاً من طرفهم، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم جرَّاء ما يتكبّدونه من ويلات المعاناة والتنقل نحو مصلحة التوليد بعاصمة الولاية، وأحيانا يتنقلون إلى مدن مجاورة.
وقال أحد سكان بلدية بوعاتي محمود، بأن انعدام مصلحة للولادة بالبلدية أضحى ينعكس سلباً على حياة نسائهم وحياة أبنائهم على حد سواء بسبب ما قد يتعرضون له من مخاطر محدقة، وطالبوا من جهة أخرى المسؤولين على قطاع الصحة بالولاية ومدير الصحة والسكان للولاية قالمة، بضرورة بناء مصلحة خاصة بالولادة بالبلدية، لتفادي وقوع كوارث صحية لنسائهم وأولادهم، وعدم استجابة السلطات لهذا المطلب الذي أثار حفيظتهم واستياءهم من الوضع المزري الذي يعيشونه رغم عديد الشكاوى المقدمة إلى مصالح البلدية.
من جهتهم، يطالب المواطنون في بلدية بوعاتي محمود من الوزارة الوصية والسلطات المحلية، بضرورة التكفل بهذه الوضعية، والعمل على تدعيمها بأخصائي نساء وتوليد لتأمين حياة الحوامل، ولتفادي وقوع كوارث صحية لنسائهم وأولادهم، واستجابة لهذا المطلب.

البطالة شبح آخر يؤرق شباب البلدية

 يعاني شباب بلدية بوعاتي محمود من مشكلة أخرى وهي غياب فرص العمل، حيث أن ظاهرة البطالة تفشّت بشكل واسع في صفوفهم، إذ أن بلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، ولا وجود لأي مصنع أو مشاريع تنموية تضمن لهم مناصب شغل دائمة، ولأجل الحصول على لقمة العيش يمارس البعض منهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء، والبعض الآخر يمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي.
كما عبَّر شباب المنطقة في حديثهم مع “الشعب” عن قلقهم الشديد تجاه مستقبلهم الذي خيّم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية في البلدية، خاصة الجامعيين منهم الذين تحصّلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة في كبريات الجامعات في الوطن.
وعن هذا المشكل الذي طال عمره، طالبوا السلطات المعنية ومن المجلس الشعبي البلدي توفير فرص عمل لائقة للشباب البطال بالقرية.

ضعف حصص السّكن الرّيفي يثير الاستياء

 يعد ملف السكن الريفي من الأولويات الكبرى لدى سكان بلدية بوعاتي محمود، حيث عبّر الكثير من سكان قرى ومداشر عن استيائهم وتذمّرهم من الحصة القليلة الممنوحة في إطار السكن الريفي، والتي لا تفي بالطلبات المودعة لدى البلدية.
السكان هم في غالبيتهم من الفلاحين والذي يشتغلون على فلاحة الأرض وتربية المواشي، ومنهم الذين بدون عمل، يقطنون بمناطق ريفية وجبلية لا يتوفرون على أدنى شروط الحياة وغير قادرين على بناء مسكن لائق بإمكانياتهم الخاصة.
ويأملون في الحصول على حصص أفضل وأكبر بالنظر إلى الطابع الجبلي والريفي لمناطقهم، مطالبين بتحسين ظروف معيشتهم برفع حصة السكن الريفي، ناهيك عن المطالبة بفتح وشق مسالك ريفية لإصلاح المزيد من الأراضي، وكذا توفير الكهرباء الريفية لتحسين إطارهم المعيشي ورفع الغبن عنهم، مضيفين بأن برنامج السكن الريفي شجّعهم على البقاء بالقرى والمداشر، من أجل خدمة أراضيهم و بالقرب من أماكن تربية المواشي، بدل الهجرة إلى البلديات والمدن الكبرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024