يعرف قطاع التربية بولاية بومرداس مشكلا كبيرا من حيث المرافق والهياكل الأساسية والقاعدية بسبب تأخّر تجسيد العمليات المسجّلة المخصصة لانجاز مؤسسات تعليمية وأقسام توسعة جديدة، لكن تبقى الخدمات المرفقة ضعيفة جدا ولا تعكس المجهودات المبذولة للرفع من مستوى التعليم وتحسين مستوى تمدرس التلاميذ، خاصة ما تعلّق بالنقل المدرسي والإطعام، حيث تبقى أزيد من 246 مدرسة ابتدائية بولاية بومرداس بدون مطعم من أصل 396 مؤسسة.
لقد كان قرار منع الوجبة الباردة في مدارس الطور الابتدائي ببلديات بومرداس بالأخص في المناطق النائية متسرعا وغير مدروسا بشكل شمولي ولا يستند إلى حقيقة الواقع حسب تصريحات الأولياء الذين تحدثوا لـ»الشعب» وحتى رؤساء بلديات بسبب عجز المسيرين عن إيجاد البدائل المقترحة الظرفية منها كالسهر على توزيع الوجبة الساخنة للتلاميذ من المطاعم المركزية، والمستقبلية أيضا المتعلقة بتهيئة المطاعم المتوقفة أو انجاز أخرى بالمؤسسات التي تفتقد لهذا الحق الاجتماعي.
وقد كشف عدد من المنتخبين ومندوبين مكلفين بمتابعة واقع المدارس الابتدائية بولاية بومرداس»أن بعض البلديات عجزت عن توفير المطلب الأول الخاص بالسهر اليومي على نقل الوجبة الساخنة من مطعم مركزي إلى باقي المدارس الأخرى المتباعدة بسبب نقص الإمكانيات، وسائل النقل، ضعف التحكم في شروط النظافة، افتقاد الكثير من المؤسسات لقاعات مخصصة لتوزيع الوجبة، وبلديات أخرى لم تتمكن من توفير المطلبين معا، نتيجة صعوبة إيجاد عقار لإنجاز مطعم مدرسي»، حسب تعليقات أولياء التلاميذ الذين يعانون يوميا مع هذه القضية ومعها أزمة النقل المدرسي.
20 مطعما بصدد الانجاز
على اعتبار أن مدارس الطور الابتدائي لا تزال تحت مظلة الجماعات المحلية من حيث التسيير والمرافقة، الميزانية، توفير وسائل العمل الضرورية للأسرة التربوية والإدارية، متابعة أشغال التهيئة والصيانة، التأطير البشري وتوفير الأعوان والمنظفات، كان من المنطقي أن تتحمّل السلطات الولائية أوزار وتبعات هذه الوضعية في الميدان والتدخّل المستمر لتغطية العجز الذي تركته البلدية إن بقصد أو بغير قصد، ومواجهة حجم الانشغالات الكبيرة المستمرة رغم الحديث الطويل والمتكرّر كل بداية موسم عن إجراءات لتجاوز هذه الصعوبات والعمل على تحسين تمدرس التلاميذ وتوفير الحاجيات الأساسية للمدرسة الابتدائية.
وفي انتظار تجسيد مشروع الديوان الوطني للخدمات المدرسية المقترح كبديل للبلدية من حيث التسيير في ظلّ صعوبة إلحاق المؤسسات التعليمية للمستوى الأول بمظلة وزارة التربية الوطنية مثلما ينادي به الأساتذة والإداريين ونقابة القطاع.
تسعى السلطات الولائية لبومرداس إلى التدخّل الدائم لمتابعة البرامج المسجلة لفائدة قطاع التربية والسهر على انجاز المشاريع المختلفة من هياكل وملاحق خدماتية منها المطاعم المدرسية المقترحة للانجاز من قبل لجان التفتيش والمتابعة في الميدان التي ترفع تقارير دورية عن حالة المدارس الابتدائية.
في هذا الصدد، كشف والي بومرداس مؤخرا عن وجود 20 مطعما مدرسيا قيد الانجاز في عدد من الابتدائيات التي توفرت فيها الظروف التقنية، خاصة ما تعلّق بالعقار المساعد على تجسيد هذه المشاريع، في حين تبقى مؤسسات أخرى تنتظر تجاوز هذه العقبة، لكن إلى متى حسب تصريحات الأولياء الذين أكدوا «أن أبناءهم حرموا من الوجبة الباردة التي كانت تسد رمقهم وتقلل من مشقة التنقل، دون أن تتجسد وعود انجاز مطعم مدرسي لتوفير الوجبة الساخنة».
كما يبقى التساؤل مطروحا أيضا عن سبب حرمان تلاميذ 246 مدرسة ابتدائية من مطعم مدرسي بولاية بومرداس طيلة هذه السنوات رغم الإمكانيات المادية المسخرة للقطاع في مختلف البرامج التنموية، وكذا الميزانية السنوية للولاية وأغلبها تقريبا بالقرى والمناطق المعزولة التي كان من المفروض أن تأخذ مبدأ الأولوية من حيث الاهتمام والمتابعة، ليس ففقط من حيث الإطعام إذا نظرنا إلى حجم النقائص المسجلة في مجال التدفئة، التهيئة داخل قاعات التدريس والساحة، أزمة النظافة وافتقاد الكثير من المؤسسات لصهاريج تخزين المياه وغير من الملاحظات التي ترفعها دوريا لجان التفتيش.