يعيش سكان بلدية بوحشانة التي تبعد نحو 30 كلم شرق عاصمة قالمة، واقعا معيشيا مريرا، تنعدم فيه أي بوادر للأمل، بسبب الغياب الكلي للمشاريع التنموية التي تدفعهم إلى التخلي عن الأرض، فيصبح حلم الجميع في هذه المنطقة هو الهجرة إلى حيث تتوفر الظروف العادية للحياة الكريمة.
عبّر سكان البلدية فتحدثوا عن المشاكل والنقائص التي يعانون منها، والتي لازالت مطروحة بحدّة بالرغم من الوعود التي يقطعها ممثلو وأعضاء المجالس المحلية المنتخبة في كل مرّة، والتي لم تر النور، على حد قولهم.
وبحسب ما ذكروه فإنهم يعانون من مشكل انعدام شبه تام للتهيئة العمرانية والمرافق الضرورية، بالإضافة إلى تحوّل الطرقات لبرك من المياه والأوحال، إضافة إلى كثرة الحفر والمطبّات، التي نغصّت حياتهم اليومية.
وأعرب السكان عن قلقهم من الوضعية التي آلت إليها طرقات هذه البلدية، خاصة في فصل الشتاء، ورغم توجيه العديد من المراسلات والشكاوى للمجلس البلدي لمطالبته إيجاد حل سريع وتزفيت الطرقات وتهيئتها، إلا أن الوعود بقيت حبيسة الأدراج.
مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه، يتمثل في تسربات مياه الصرف الصحي، وما لها من تداعيات صحية وبيئية، وأمام هذه الوضعية اليومية غير المريحة، يطالب قاطنو أحياء البلدية، الجهات الوصية بالتدخل العاجل لتحسين المعيشة، واستدراك النقائص المسجلة.
انعدام الإنارة العمومية مشكل آخر
كما أبدى سكان بلدية بوحشانة من جهة أخرى، تذمرهم الشديد من نقص الإنارة العمومية بالمنطقة، الأمر الذي جعلهم لا يغادرون منازلهم، خاصة في الفترات المسائية والصباح الباكر، بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه الحي، تخوفا من الاعتداءات والسرقة.
وأمام هذا الوضع يطالب المواطنون السلطات المعنية بالتدخل في أقرب الآجال، لوضع حل لهذا الانشغال، إذ غالبا ما يتعرضون للسرقة واعتداءات بالأسلحة البيضاء، من قبل منحرفين، وهو ما بات يهدد السكان وممتلكاتهم خاصة في الليل.
مطالبة بمحطة لنقل المسافرين
ويشتكي سكان بلدية بوحشانة أيضا، من غياب محطة للحافلات، حيث يضطرون للوقوف على حافة الرصيف لانتظار الحافلات تحت الشمس الحارقة صيفا والأمطار شتاء، فلا واقيات ولا مساحات لوقوف المواطنين.
وأعرب أحد المواطنين عن استيائه الكبير، من مشكل التهميش واللامبالاة التي تشهدها المنطقة، في ظل غياب محطة لنقل المسافرين مع عجز البلدية عن توفيرها، الأمر الذي انجر عنه معاناة يومية، خاصة مع ارتفاع الكثافة السكانية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
مشاتي في طيّ النسيان
وتعيش عديد المشاتي التابعة لبلدية بوحشانة، على غرار مشتة العساسلة، القارقار، بن صالح وغيرها، حالة من التهميش والعزلة، حيث تنعدم أدنى شروط العيش الكريم بهذه المناطق.
فقرية القارقار تعاني من انعدام المسالك والطرقات المعبدة التي تربطها بالمناطق المجاورة، إضافة إلى افتقارها للربط بشبكة الماء الشروب، ما جعل السكان يستعملون طرق بدائية لنقل المياه إلى سكناتهم.
كما تسجل هذه المشتة انعدام مختلف المرافق والتهيئة ما زاد من معاناتهم اليومية، وتفتقر للطرقات خاصة الطريق الرابط بين القرية ومقر البلدية باعتباره الطريق الوحيد للفلاحين للوصول إلى محاصيلهم وكذا نقلها.
أحد قاطني مشتة لعساسلة، أبدى استغرابه من التهميش المسلط عليهم من طرف المسؤولين المحليين، بالرغم من أن المسافة التي تربطهم بالبلدية ليست بعيدة لتمكينهم من مختلف ضروريات العيش الكريم، ما جعلهم يطالبون والي قالمة، بضرورة التدخل العاجل وإدراج مختلف المشاريع التنموية ما يقوّي تمسكهم بأراضيهم، ومواصلة ممارسة نشاطهم الفلاحي والحيلولة دون هجرة المزيد من سكان المنطقة نحو المدن.
من جانبه، يقول مواطن من قاطني مشتة القارقار: «إن اليأس لم يستول على السكان العاديين بالقرى والمشاتي فحسب، بل امتد إلى سكان البلدية»، ويضيف أن «بلدية بوحشانة تعاني في حد ذاتها، فما بالك بالقرى والمداشر التابعة إليها».