اعترف رئيس المجلس الشعبي البلدي الجديد لبلدية عاصمة الولاية بومرداس اغيل عامر حميد بصعوبة المهمة طيلة خمس سنوات من عمر العهدة الانتخابية القادمة، وقال في تصريح لـ»الشعب» على هامش عملية التنصيب»أن البلدية ومنذ سنة 1985 لم تعرف الاستقرار بسبب أزمة عدم اكتمال العهدة من قبل الأميار الذين تعاقبوا على المجلس.
كانت على رأس البلديات التي انطلقت فيها عملية تنصيب رؤساء المجالس الشعبية الجدد بالنظر إلى أهميتها الإدارية والاقتصادية واحتضانها لأغلب المؤسسات والهيئات العمومية بعاصمة الولاية، وعليه حاول الجهاز التنفيذي أن يعكس دائما الواقع المنتظر من المجالس المنتخبة الـ32 التي تبقى متفاوتة من حيث الأهمية ودرجة النمو التنموي، وبالتالي العمل على مسح الصورة المشوّهة والنمطية التي رسمها المواطن وكل المتابعين عن بلدية مقر الولاية التي لم تشهد الاستقرار في أغلب مراحل العهدات الانتخابية تارة بسبب غياب التوافق بين الأعضاء المنتخبين الممثلين لعدة تيارات سياسية، وتارة نتيجة «التسيير» غير الموفّق ما دفع والي الولاية إلى إنهاء مهام رئيس البلدية السابق وتعويضه بنائبه.
هذه الإشكالية التي ارتسمت في صورة بلدية عاصمة الولاية بومرداس وجعلتها تفشل في تقديم نموذج البلديات الحضرية الكبرى المتنافسة على الريادة الاقتصادية والإدارية من حيث التنظيم، النظافة كانت من ضمن الأسئلة التي طرحتها «الشعب» على رئيس المجلس الشعبي الجديد ايغيل عامر حميد مباشرة بعد عملية التنصيب، حيث رد بالقول «فعلا هي أزمة حقيقية أو بمثابة تهمة نحاول مع أعضاء المجلس الجديد أن لا تتكرّر من أجل التركيز على مهامنا الأساسية وتجسيد البرنامج الانتخابي».
وأرجع سبب عدم الاستقرار وافتقاد المجالس السابقة لتصوّر عملي موحد إلى مشكل أزمة التنسيق وغياب التفكير الجماعي من أجل خدمة المواطن والنهوض بالواقع المتردي للبلدية التي ينتظرها عمل كبير نتيجة الركود وتعطل نسبة كبيرة من العمليات والمشاريع المبرمجة منذ سنوات».
وفي سؤال عن أولويات المجلس الجديد وتصوّره لمباشرة العهدة في ظلّ كل هذه الظروف، قال رئيس بلدية بومرداس بالقول، «صراحة ينتظرنا عمل كبير ومتشابك بالنظر إلى عدد وحجم الملفات التي يجب أن تعالج بصفة مستعجلة على رأسها المدارس الابتدائية المتواجدة في حالة كارثية، الإنارة العمومية بالأحياء السكنية، مشاكل الصرف الصحي المطروحة بحي بوكروشة، النظافة، مشكل السرقات التي تتعرض لها كوابل خطوط الإنارة في الطريق الوطني رقم 24 انطلاقا من المخرج الشرقي حتى بلدية زموري وغيرها من القطاعات الحسّاسة في حياة المواطن كالسكن، مياه الشرب وغيرها من النقائص التي تعاني منها هذه المدينة السياحية.
2.2 مليار دينارلم تستهلك
لقد انعكست أزمة سوء التسيير وغياب المتابعة من قبل المنتخبين المحليين خلال العهدة السابقة على مختلف البرامج التنموية التي استفادت منها مدينة بومرداس، وهي التي تدفع اليوم فاتورة الركود وتأخّر تسليم أغلب العمليات المسجلة.
وفي هذا الإطار، كشف والي بومرداس في تدخله «أن 62 عملية مسجلة من ضمن 187 لم تنجز لحدّ الآن و36 في طور الانجاز رغم تخصيص غلاف مالي هام قدر بـ 2.2 مليار دينار لإتمام وغلق البرنامج تمهيدا لتسجيل مشاريع أخرى»، مشيرا أيضا «أن 6 مجمعات مدرسية مبرمجة لفائدة الأحياء السكنية الجديدة لم تنطلق بها الأشغال من أصل ثمانية، وهذا دليل على ضعف استهلاك الميزانية وانعدام المتابعة من قبل كل المتدخلين».
وقد شكل قطاع التربية وفشل تجسيد المشاريع المبرمجة لفائدة التلاميذ مثالا فقط عن واقع تنموي أشمل لم يوفق فيه المجلس البلدية السباق، إذا نظرنا إلى حجم وأهمية الملفات الأخرى الثقيلة المطروحة على طاولة المجلس الجديد على رأسها مواصلة القضاء على ملف الشاليهات المنتشرة بعدة جيوب، ومتابعة مشاريع السكن قيد الانجاز.
إضافة إلى مطالب تسليم المحطة الحضرية لنقل المسافرين المسجلة منذ سنوات بالنظر إلى الواقع المتردي للمحطة الحالية التي لا تعكس أهمية ومكانة بلدية عاصمة الولاية، معالجة قضية السوق الأسبوعي مثلما يطالب به التجار، صيانة ولوحات الإشارة الضوئية في مفترقات الطرق التي استهلكت الملايير لكنها لا تشتغل من أجل تسهيل حركة المرور ومعالجة النقاط السوداء أهمها على مستوى المدخل الغربي باتجاه قورصو، والمدخل الشرقي انطلاق من حي الكرمة إلى مركز التخييم العائلي بالمرملة الذي حول سكان البلديات الشرقية إلى جحيم صباحا ومساء.