مئات الشباب عادوا لخدمة أراضيهم

ميلاد جمعية لتطوير الفلاحة الجبلية بالبليدة

البليدة: أحمد حفاف

أسّس الفلاحون الناشطون في المناطق الجبلية بولاية البليدة جمعية خاصة بهم، والتي حصلت على اعتمادها، خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي جعلها تنطلق في عملها لتنظيم صفوف المنخرطين فيها في إطار إستراتيجية عمل لتطوير نشاطهم.
يقول الفلاح محمد ديبوش، عضو هذه الجمعية: «أسسنا جمعية خاصة بالفلاحين الذين ينشطون في المناطق الجبلية في بلدية حمام ملوان، والتي ستأخذ على عاتقها تمثيلنا والدفاع عن حقوقنا وبطبيعة الحال ستعمل على تطوير نشاطنا».
وتطوّرت الفلاحة الجبلية بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين في البلديات الجبلية في البليدة على غرار حمام ملوان، وادي جر، عين الرمانة والجبابرة، وبدرجة أقل في الشريعة وبوعينان وبوقرة والأربعاء، وذلك بعد استباب الأمن في هذه المناطق التي عرفت نزوحا كبيرا لسكانها في فترة التسعينات بسبب الأزمة الأمنية، ومع بداية الألفية الثالثة عاد المئات منهم تدريجيا لأجل خدمة أراضيهم.
ومن بين هؤلاء الفلاحين محمد ديبوش الذي قام بتهيئة عشرات الهكتارات من الأراضي الجبلية في منطقة «الدوابشية» القريبة من حي «مقطع لزرق» التابع لحمام ملوان، وخصصها لغرس أشجار مثمرة مثل التفاح والكرز والزيتون، كما قام بتشييد اصطبلات لتربية الأبقار والماعز رفقة أفراد إخوته.
ولتطوير نشاط العشرات من الفلاحين في حمام ملوان يقول ديبوش: «مطالبنا الأساسية هي توفير الكهرباء لاستعمالها في السقي وحتى في تربية الحيوانات مثل الدواجن، كما نرغب في تعزيز شبكة الطرقات لتسهيل تنقلنا خاصة وأن عددنا في ارتفاع ويقارب مائة فلاح».
وقامت ولاية البليدة بتعويض خسائر الفلاحين بسبب الحرائق التي مست بلدية عين الرمانة في الصيف الماضي، ولتجنب وقوع حرائق مماثلة مستقبلا، يطالب الفلاحون الجبليون بوضع فرق متخصصة لأفراد الحماية المدنية بالقرب من المساحات الزراعية المتواجدة بمحاذاة الغابات، مع تكثيف الرقابة على تجوال الأشخاص في تلك الفترة من قبل أعوان محافظة الغابة كعمل استباقي يوفر لهم الحماية لثروتهم الفلاحية.
ويأمل الفلاحون البسطاء بهذه المنطقة الحصول على إعانات من قبل السلطات لبناء أحواض السقي التي يعتمدون عليها كثيرا خاصة في الأماكن التي يصعب فيها السقي بمياه الينابيع، ولأجل بناء اسطبلات جديدة تسمح لهم بتوسيع نشاط تربية الحيوانات، والذي يضمن إنتاج الحليب واللحوم على حد سواء، مع العلم أن زارعة الخضر والفواكه تتم بطريقة طبيعية وبدون استعمال أسمدة كيماوية من طرفهم، وهو ما يضمن أيضا إنتاج غداء صحي للمواطنين.
ويأمل السكان الذين يعيشون في المناطق الجبلية أن تكتمل عودتهم في أقرب الآجال الممكنة، للعودة لخدمة أرضهم ونشاطهم الفلاحي الذي رغم بساطته، فهو يسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، فالمنتوجات البيولوجية الخالصة الصافية من آثار المبيدات والأسمدة كانت لديها مكان في السوق وتسجل إقبالا عليها نظرا لقيمتها الغذائية وفائدتها الصحية.
ويراهن هؤلاء خاصة الشباب منهم على دعم المنتخبين الجدد بعد تجديد المجالس البلدية والمجلس الولائي، السبت قبل الماضي، لتوفير الدعم اللازم لهم، أبرزها تعبيد الطرقات تجاه الأحياء المهجورة على غرار «يما حليمة « في حمام ملوان، وتوفير إعانات البناء الريفي لكثير من العائلات رحلوا مضطرين خوفا على أرواحهم في التسعينيات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024