يعاني تلاميذ المدرسة الابتدائية «بلحوسين» بتالة علام ببلدية تيزي وزو، من انعدام خدمات الإطعام، وهذا منذ قرابة العقدين من الزمن، حيث تم الاستيلاء على مطعم المدرسة من قبل ضحايا زلزال 2003 وبقي التلاميذ منذ حينها محرومين من الإطعام المدرسي دون أن تتدخل السلطات المعنية لإيجاد الحلول لتوفير.
نقائص بالجملة تصنع يوميات تلاميذ مدرسة «بلحوسين» المتواجدة بمنطقة تالة علام، ويتقدمها غياب الإطعام المدرسي منذ قرابة عقدين من الزمن، ويضطر الأطفال يوميا لقطع مسافات طويلة للعودة الى منازلهم من أجل تناول وجبة الطعام الساخنة خاصة في هذا الفصل الممطر والبارد، وبعدها يعودون أدراجهم الى المدرسة لاستكمال الساعات المسائية للدراسة.
صرّح بعض الأولياء الذين اشتكوا عن الوضعية المزرية، أن المدرسة تتوفر كغيرها على مطعم أنجز منذ سنوات، إلا أنه حول الى مركز إيواء لإحدى العائلات المتضررة من زلزال 2003، والتي ما تزال تستغله كمنزل لها الى غاية كتابة هذه الأسطر.
الأمر حرم التلاميذ من حقهم المشروع، ودفع بالعائلات الى البحث على بدائل وطرق أخرى لإطعام أطفالها، حيث أجبر بعض الأولياء المقيمين بعيدا عن المؤسسة، على تدبر أماكن لترك أطفالهم المتمدرسين في الفترة ما بعد الدوامين، ليكون الاختيار على مربيات يقطن بالقرب من المدرسة، يقمن بتوفير وجبات الطعام ويرافقن الأطفال الى أقسامهم في الفترة المسائية بكل أمان.
أولياء التلاميذ سلطوا الضوء على مشكلة أخرى أرهقتهم وزادت من معاناتهم رفقة أولادهم، ألا وهي الاستيلاء على إحدى المداخل الرئيسية فيها، وتخصيصها لصالح المقيمين في المطعم، وبقي باب واحد فقط للدخول منه، حيث يضطر الأولياء للالتفاف حول المؤسسة للدخول عبر البوابة الثانية وهذا الوضع اعتبروه بالكارثي.
وعبر أولياء التلاميذ عن استيائهم حيال الصمت الممارس من قبل السلطات المعنية، رغم الشكاوي المودعة على مستواها في أكثر من مناسبة، والتي أشاروا من خلالها أيضا الى الوضع المتهرئ للمدرسة وعدم إخضاعها لأشغال التهيئة وكذا التزفيت ومياه الأمطار التي تتجمع أمام مدخل المدرسة بعد تساقط القطرات الأولى للمطر، ليجددوا مطلبهم بضرورة التدخل العاجل من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لمعاناة طالت سنوات طويلة.