بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الزيتون نظم مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة ببسكرة ندوة جوارية حول غراسة الزيتون، بمشاركة الهيئات التقنية للفلاحة الصحراوية وأعضاء مجلس شعبة الزيتون وعدد من المنتجين وأساتذة مختصين من المركز المنظم لهذه الندوة.
وهدفت الندوة إلى تفعيل مرافقة المنتجين والبحث عن حلول للمشاكل والصعوبات التي تعترض هذه الزارعة، خاصة انتشار الطفيليات والأمراض ومرافقة المزارعين في ترقية هذه الشعبة التي بدأت تعرف توسّعا كبيرا خلال السنوات الماضية، حيث طرح الفلاحون جملة انشغالات تتعلق بغياب المرافقة في حماية النباتات في ظلّ تأكل وانعدام التجهيزات والوسائل على مستوى معهد حماية النباتات الصحراوية، خاصة أن محطته الجهوية ببسكرة مكلفة بتغطية صحية للنباتات بعدة ولايات مجاورة الأمر الذي يجعل التدخلات غير كافية،وأحيانا منعدمة.
زارعة الزيتون بالولاية والممتدة على مساحة 4617هكتار تعاني من صعوبات وعدم دراية الفلاح بالفسائل التي المتأقلمة مع طبيعة المنطقة وهو ما يتسبب أحيانا في نقل عدوى بعض الأمراض مثل السل وبعض الطفيليات التي تدمر الشجرة وتؤثر على سلامة التربة، إضافة إلى إختيار أشجار يكون معدل إنتاجها لا يحقق المر دودية المقبولة لمواصلة الإنتاج والمحدد بـمعدل لا يقل عن 25كلغ إنتاج الشجرة الواحدة، وبالتالي تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذا النوع من الأشجار .
وحسب حمود العربي تقني مختص بشجرة الزيتون، فإن الزراعة مازالت في مرحلة تقليدية ولم يتمّ إدخال المكننة والزراعة المكثفة التي يكون لها مردود مادي يساعد الفلاح على توسيع زراعته، بينما أشار الباحث بالمركز الدكتور كمال بن صالح إلى وجود مشاكل تقنية يتمّ التكفل بها إضافة إلى مشاكل تتعلّق بتطوير مساحات الزيتون والسعي إلى تصنيف سلالة الزيتون المحلية المعروفة بـالبسكرية من خلال وضع بطاقة تعريف لهذا النوع الملائم لمنطقة بسكرة المعروفة بشدة الحرارة ومواسم الجفاف.
وفي حالة تعميمها، فإن أثارها الايجابية ستنعكس على كمية ونوعية الإنتاج، ويمكنها المنافسة في الأسواق العالمية نظرا لجودة الزيت الذي تنتجه مع ملاحظة أن الولوج إلى الأسواق العالمية، كما أضاف مرهون بالمرافقة من خلال المشاركة في الصالونات والمعارض الدولية وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية التي كثر الحديث حولها.
وفي سياق، آخر يقوم المركز بأبحاث ودراسات علمية تدخل ضمن أهداف تطوير الزراعة الصحراوية منها نظام إلى الذكي الذي وضعه الأستاذ الباحث خمري زين الدين والذي يتضمن آليات ري ذكية يتمّ التحكّم فيها آليا باستعمال برنامج رقمي وتوفر من 25 إلى 40 بالمائة من مياه السقي وتمّ تجربتها بنجاح على مستوى 38 فضاء فلاحيا، وهذا الاختراع الحائز على البراءة هو منتوج جزائري يجري تعميمه على المستوى الوطني، خاصة بالمناطق الصحراوية وأعطى نتائج جيدة في اقتصاد الماء وتوسيع المساحات المزروعة.