فلاحو قرى المسيلة

في انتظار الكهرباء والحواجز المائية

المسيلة: عامر ناجح

ما يزال العديد من فلاحو قرى ولاية المسيلة، ينتظرون التفاته السلطات من خلال توفير مختلف متطلبات ممارسة نشاطهم وتحقيق مردود من شأنه سدّ احتياجات سكان بلدياتهم، بعد أن هجر النشاط الكثير منه بسبب إنعدام الكهرباء الريفية ومياه السقي التي أصبحت الشغل الشاغل لهم.


تعتبر منطقة تارمونت وقرية العنصلة التابعة إداريا للبلدية، من بين  المناطق ذات الطابع الفلاحي إذ يمتهن العديد من السكان الفلاحة وتربية المواشي التي تعتبر هي الأخرى مصدر رزق الكثير من السكان في ظلّ انعدام فرص عمل لأغلب السكان.
ينتظر فلاحو تارمونت بالمسيلة تدخّل السلطات الوصية من أجل توفير متطلبات ممارسة النشاط الفلاحي بعد أن تخلى عليه الكثير من الفلاحين وتوجهوا إلى أنشطة أخرى أو إلى البطالة على أن يتحمّلوا خسائر مالية وجهد في بعض الأنشطة الفلاحية ومن جملة الانشغالات التي يرفعها فلاحو منطقة تارمونت.
 وما تزال تشكّل معاناة حقيقية لهم هي ربط آبارهم المائية بالكهرباء الريفية والتي يعتبرونها من المطالب الملحة والضرورية، نظرا لاعتمادهم بشكل كلي على السقي من مياه الآبار في ظلّ قلة الأمطار الموسمية  وضياعها في الأودية والسواقي دون الإستفادة منها.
وفرض استعمال محركات الديزال التي تشتغل بمادة البنزين أو المازوت دفع مبالغ مالية ضخمة جدا مقابل محاصيل زراعية لن تغطّي تكاليفها في حالة كان المنتوج جيد وتمّ بيعه كله، يضاف إليها مشاكل الأعطاب التي تمس المحركات وأعباء تصليحها وإخراجها من الآبار  والأخطار الناجمة عنها والتي تشكّل في غالب الأحيان الإختناق داخل الآبار جراء عملية تشغيلها  وهي بالبئر.
ومن ذات الجانب يرفع  السكان مطلب إنجاز حواجز مائية تقليدية لاستغلال كميات الأمطار التي تتساقط بين الحين والآخر في سقي مزروعاتهم لكي لا تذهب  الأمطار المتساقطة إلى الأودية والشعاب دونما أي فائدة ترجى منها، خاصة وأن المنطقة تعتبر صالحة لإنجاز الحواجز المائية ويستفيد الفلاحون منها لمدة طويلة لتدراك عدم دفع مبالغ مالية إضافية تتعلّق بالمازوت والبنزين.
ويقول فلاحو تارمونت، أن انجاز الحواجز المائية لا تكلف مبالغ مالية كبيرة إلا أنه ليس باستطاعتهم انجازها لعدم توفرهم على الوسائل اللازمة على غرار الجرافات والمواد الأولية التي تدخل في عملية الانجاز وهو ما يستدعي ـ حسبهم ـ توفير الدعم من السلطات المعنية.

قرية العنصلة بحاجة للكهرباء الريفية

تعتبر قرية العنصلة من بين قرى ببلدية بن سرور الواقعة جنوب ولاية المسيلة وتعتمد بشكل شبه كلي على الفلاحة وتربية المواشي بحكم أنها مصدر رزق الكثير منهم، إلا أنها اليوم أصبحت في عداد الأراضي الفلاحية المهجورة، بعد معاناة طويلة لفلاحيها مع مشكله سقي الأراضي في ظلّ عدم توفر الكهرباء الريفية والتي دفعت الكثير من الفلاحين إلى تحمّل مصاريف كبيرة تخص مادة المازوت لتشغيل محركات الديزل التي غالبا ما تصاب بأعطاب وتشكل خطرا كبيرا لهم داخل الآبار بسبب الدخان المتصاعد منها وتستهلك كميات كبيرة من ماده المازوت، في حين بات الكثير منهم يفضل انتظار ما تجود به السماء من أمطار تكون منقذ لمزروعات على غرار أشجار الزيتون ومختلف البقول كالقمح والشعير والذرى.
الفلاحون أكدوا أن القلة القليلة ما تزال تصارع لأجل البقاء لخدمة الفلاحة بينما فضّل الكثيرون منهم التخلي عن المهنة جراء مشكلة السقي التي تتطلب ـ حسبهم ـ الكهرباء الفلاحية.
 وأشاروا إلى أنهم أبلغوا السلطات المحلية عن ذلك وأكدت لهم في عدة مرات أن مطلبهم مشروع وأنها راسلت الجهات الوصية لأجل برمجة مشاريع بالمنطقة لرفع الغبن عن يوميات الفلاحين،  إلا أن الأمر مازال يرواح مكانه باستثناء بعض المشاريع الفلاحية كمنح رخص حفر الآبار مؤخرا والتي استحسنها العديد من المستفيدين، خاصة وأن أغلبهم يملك مزارع وأشجار وعدد هائل من رؤوس الماشية تتطلّب مياه التوريد والسقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024