شرعت لجنة قطاعية مشتركة تحت إشراف المفتشية العامة للولاية بالتنسيق مع الإدارة المحلية، مديرية التربية ومصالح الدوائر والبلديات في زيارات ميدانية للوقوف على واقع المدارس الابتدائية بولاية وظروف تمدرس التلاميذ عبر 398 مؤسسة تعليمية، ومدى توفر المتطلبات الأساسية كالإطعام والوجبة الساخنة، التدفئة والنقل المدرسي، وهذا بناء على تعليمات وزير الداخلية والجماعات المحلية.
منذ أزيد من شهرين من تاريخ دخول التلاميذ وبداية الموسم الجديد، لم تقم المصالح المختصة التابعة لمديرية التربية لبومرداس والجماعات المحلية بتقديم تقييما أوليا لواقع القطاع ومدى تجسيد المشاريع والمرافق البيداغوجية المبرمجة للانجاز والمرافقة لكل انطلاقة جديدة مثلما عهدته الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ الذين يشتكون من ظروف تمدرس أبنائهم، خاصة في هذه الأيام المتسمة ببرودة الطقس مقابل افتقاد عدد كبير من المؤسسات للتدفئة، الوجبة الساخنة، مشكل التهيئة والصيانة ونفاذ مياه الأمطار إلى الأقسام وأزمة النقل المدرسي بالخصوص بالمناطق النائية.
هذه الانشغالات المطروحة خلال كل موسم دراسي، كانت ضمن اهتمامات اللجنة المشتركة المكلفة بجرد وإحصاء مجمل النقائص وطبيعتها حسب خصوصية كل مؤسسة من أجل التدخل لمعالجتها وفق القائمين عليها، لكنها تبقى بنظر الأساتذة، المديرين وحتى الأولياء الذين تحدثوا لـ»الشعب» مجرد زيارات تفقدية مألوفة مثل باقي الحملات السابقة التي قامت بها لجان تابعة للولاية وأخرى للبلديات للوقوف على النقائص المعروفة لدى العام والخاص التي تعاني منها أغلب مدارس الطور الابتدائي ومنها مشاكل التهيئة والصيانة، عجز البلديات في توفير الوجبة الساخنة رغم منع الوجبة الباردة وتأخر انجاز المطاعم المدرسية المبرمجة، فضاءات ممارسة الأنشطة الرياضية، غياب النظافة بسبب نقص الأعوان وأزمة الماء.
كما سجّل قطاع التربية بولاية بومرداس خلال هذا الموسم عجزا كبيرا من حيث المرافق وتأخر تسليم المشاريع المقترحة التي كانت مبرمجة لوضعها حيز الخدمة لمواجهة ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، بالأخص بالنسبة للطور الابتدائي الذي استفاد من مدونة مشاريع هامة قاربت 80 مجمع مدرسي جديد و161 قسم توسعة نسبة كبيرة منها لم تنجز بعد لأسباب مختلفة، وبالتالي يواصل مشروع التفويج المؤقت الذي ارتبط بحالة استثنائية لجائحة كورونا تغطية الأزمة والنقائص المسجلة.
وهي الوضعية التي زحزحت عملية تزامن فتح مرافق بيداغوجية جديدة خلال بداية كل موسم لتجنّب عملية تكدس التلاميذ داخل الأقسام بمعدل تجاوز 45 تلميذا في القسم، فيما عرف الموسم السابق تخصيص 100 مليار سنتيم من قبل السلطات الولائية لتهيئة وتجهيز 143 مدرسة ابتدائية عبر 29 بلدية.
ديوان الخدمات المدرسية.. مشروع مؤجل
شكل مشروع إنشاء الديوان الوطني للخدمات المدرسية منذ بداية التفكير فيه سنة 2019 من قبل وزارة التربية الوطنية حلما راود الأسرة التربوية والإدارية على وجه الخصوص للخروج من أزمة التسيير المعوق للبلديات والالتحاق بمظلة مديرية التربية على غرار الطورين المتوسط والثانوي ومنه التخلص من حالة التردي وغياب الوسائل والإمكانيات داخل مؤسسات الطور الابتدائي بولاية بومرداس التي تتشابه مشاكلها وتتكرّر كل سنة حسب المسيرين وممثلي جمعيات أولياء التلاميذ الذين استنجدت بهم بعض المدارس للمساعدة في إيصال الانشغالات اليومية لدى السلطات المحلية لتوفير الوسائل والأجهزة، تدعيم المؤسسات التربوية بأعوان النظافة والحراس، توفير الوجبة الساخنة للتلاميذ بتجسيد تعليمات سهر البلديات على نقل الوجبات من المطاعم المركزية لتنجب تسليم الوجبة الباردة، تعويض بعض الأقسام المهترئة بأقسام جاهزة إلى غاية انجاز مشاريع التوسعة المعطلة وغيرها من النقائص المسجلة.
وأمام تأخر تجسيد مقترح إنشاء ديوان الخدمات المدرسية وتثبيت ارتباط الطور الابتدائي بالبلديات من حيث التغطية بالوسائل وميزانية التسيير الشحيحة، يأمل الجميع من مسيرين وأولياء أن تضع المجالس البلدية الجديدة المنبثقة على الانتخابات القادمة قطاع التربية الوطنية على رأس الأولويات والاهتمامات بتخصيص مصلحة خاصة لمتابعة ومرافقة المدارس الابتدائية والسهر على توفير كل المتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها التلميذ والمسير لتحسين ظروف التمدرس وتجاوز مختلف هذه العراقيل التي أثرت سلبا على أداء الأستاذ المضطر أحيانا إلى اقتناء وسائل العمل من جيبه وماله الخاص.