استنفذت مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز ببسكرة عمليات التحسيس والإعلام الموجه لزبائنها من أجل تسديد الديون المستحقة عن الاستهلاك، ولجأت مؤخرا إلى إشهار سيف قطع التموين عن الزبائن بمختلف فئاتهم، حيث يقوم عدد من المقاولين المتعاقدين مع المؤسسة بعمليات مسح شامل لبدء عمليات قطع التموين وخلع العدادات.
تجاهل الأشخاص الذي يمسهم هذا الإجراء كل الرسائل التحذيرية وعمليات التحسيس التي قامت بها مؤسسة توزيع الكهرباء من اجل استرداد ديونها التي فاقت الـ 458 مليار سنتيم والتي تراكمت بفعل التسامح الذي أبدته المؤسسة خلال انتشار جائحة كوفيد19لمرافقة زبائنها في مرحلة حرجة مست مختلف الفئات، لكن تراكم الفواتير غير المسدّدة جعلت الأمور تتفاقم وتتضاعف مبالغ الديون الذي كان لها انعكاس سلبي على مردودية الشركة.
ويقوم حاليا أعوان الشركة رفقة مقاولين خواص بمسح شامل بعاصمة الولاية لمباشرة عمليات قطع التيار الكهربائي عن المنازل والإدارات العمومية بما فيها المدارس والوحدات الصناعية والمزارع والمحلات التجارية التي بحوزتها فواتير استهلاك عديدة غير مسدّدة.
ويلاحظ توافد طوابير كبيرة على مستوى الوكالة التجارية للمؤسسة بحي المجاهدين لمواطنين دفعهم الخوف للبحث عن مخرج في ظل لهجة التصلب التي تبديها المؤسسة،فهناك من يبادر إلى تسديد مبالغ فواتيره ومنهم من يسعى لإيجاد حل وسط مع مصلحة المنازعات بالمؤسسة المذكورة من أجل إعادة التموين بالكهرباء والبحث عن تسوية متفق عليها.
وهناك من الزبائن الذين يصرون على مقابلة رئيس الوكالة الذي يبدو متمكنا من فن الإقناع والتعامل مع الزبائن ومحاولة إقناعهم، بأن الشركة هي هيئة اقتصادية تقدم خدمة حيوية والمفروض تسديد مستحقاتها للتمكن من مواصلة استثماراتها وتحسين خدماتها.
ويقول رئيس الوكالة نوفل سرغيني: «لقد شجعنا زبائننا على التقرب من الوكالات التجارية لإيجاد حلول وتسويات مع إمكانية السداد وفق جدول زمني متفق عليه مع الزبون» ويضيف «أن الاستجابة لهذه العروض كانت محتشمة،الأمر الذي دفع المؤسسة إلى استخدام عملية قطع التموين بالكهرباء لكل من بلغت فواتيره الـ 05 فواتير غير مسدّدة،مع تفضيل شركة التوزيع التسويات الودية قبل الذهاب إلى أسلوب قطع التموين».
وفي سياق متصل عبر عدد كبير من ذوي الدخول المحدودة من العائلات الكبيرة والمتقاعدين والبسطاء الصعوبات التي يواجهونها نتيجة أوضاعهم الاقتصادية
والاجتماعية المزرية التي أدت بهم إلى هذا المأزق، بينما أبدى آخرون سخطهم وغضبهم من قطع التموين عن منازلهم رغم سداد فواتيرهم عن طريق البريد والانترنيت،مع ملاحظة أن إعادة التموين بالكهرباء تتم في نفس اليوم الذي تتم فيه تسوية الوضعية أو الاتفاق مع الزبون.