لوّح ناقلو المسافرين عبر خطّ بلدية تاروقة دلس بشرق بومرداس بالدخول في إضراب مطلع هذا الأسبوع احتجاجا على الوضعية المتدهورة التي وصل إليها الطريق الولائي رقم 154 كمنفذ وحيد تقريبا بين البلديتين، حيث أحدثت الأمطار الأخيرة أضرارا كبيرا بسبب غياب قنوات التصريف التي وجدت في الطريق العام مجرى طبيعي دون تدخّل فرق الصيانة لمديرية الأشغال العمومية، مع توقف أشغال التهيئة منذ مدة طويلة.
زادت الأمطار المعتبرة التي شهدتها ولاية بومرداس في الأيام الأخيرة من تقهقر وتدهور حالة الطريق الولائي رقم 154 الذي يشكّل عبر مسافة أزيد من 18 كلم شريطا رئيسيا لسكان بلدية تاورقة وقرى بلدية دلس، حيث وصلت بعض النقاط حدّ الخطر نتيجة الحفر العميقة وشعاب شكلت مجاري المياه المتدفقة مثلما وقفت عليه الشعب، إضافة إلى انزلاق للتربة خاصة على مستوى المقاطع التي انطلقت بها أشغال إعادة التهيئة ونزع طبقة الزفت تحضيرا لعملية التعبيد بعد تخصيص مشروع للصيانة لكنه كأغلب المشاريع المحلية ترك لحاله منذ سنتين تقريبا بعد توقف المقاولة عن إتمام المشروع.
هذه الوضعية المتدهورة جدا حسب تصريحات سكان هذه المناطق وأصحاب مركبات نقل المسافرين والخواص الذين تحدثوا لـ»الشعب»، جعلت عملية التنقل في هذا الطريق صعبة جدا وتشكل خطرا خصوصا في الفترة الليلية نظرا لكثرة المطبات والحفر وغياب الإنارة العمومية، مقابل صمت تام للسلطات المحلية ومديرية الأشغال العمومية على اعتبار أن مشروع الانجاز والصيانة من بين المشاريع القطاعية التابعة للولاية ولا تقع على سلطة البلدية، وهي التبريرات التي زادت من غموض عمليات الصيانة والتجديد التي استفاد منها منذ مدة حسب قولهم.
أمام هذه الوضعية التي تزداد سوء وعدم تحرّك السلطات المحلية والولائية لإتمام انجاز المشروع وتهيئة النقاط السوداء والمحاور التي لم تعد صالحة لسير المركبات، قرّر الناقلون الخواص بعد تهديدات سابقة بالدخول في إضراب والتوقف عن ضمان نقل المسافرين عبر هذا الخط من أجل إسماع صوتهم وإيصال رسالة إلى والي الولاية للتدخل واتخاذ إجراءات لتحديد المسؤوليات وإلزام صاحب المشروع الذي استفاد من الصفقة بمباشرة أشغال التهيئة مجددا، وهي الوضعية التي قد تنعكس سلبا على تنقلات المواطنين وتلاميذ المدارس والثانوي الذي يزاولون دراستهم بمقر بلدية الدائرة.
وكشفت بعض المصادر العليمة التي تحدثت لـ»الشعب»، أن مشروع تهيئة وصيانة الطريق الولائي رقم154 اصطدم بعد عراقيل وتداخل العمليات بين عدة مديريات جراء مرور قنوات مياه الشرب، الصرف الصحي ومشروع الألياف البصرية لاتصالات الجزائر، حيث تسببت المقاولة في تخريب بعض النقاط بسبب غياب التنسيق وتأخر عملية تعبيد الطريق، مما زاد في تعقد وضعية المشروع وبالتالي ترك لحاله لكن على حساب معاناة المواطنين وسكان القرى والمناطق النائية التي وجدت نفسها مجددا في حالة شبه عزلة من جديد.