يشتكي فلاحو مناطق كل من تلانتشويخ، تيظالايين، أهنغس بعاصمة الأهقار، من الوضعية التي آل إليها نشاطهم في الآونة الأخيرة، جراء النقص الشديد في منسوب الآبار وجفاف بعضها جراء الضخ المسرف واللاعقلاني للمياه، أبطالها بعض الفلاحين الذين حوّلوا نشاطهم إلى تجارة بيع الماء لأصحاب الصهاريج وتسويقه للمواطن، وهذا بدون رخصة قانونية تخول لهم هذا النشاط، زاد من معاناتهم نهب الرمال بطرق عشوائية.
طالب قرابة 40 فلاحا من السلطات المحلية لولاية تمنراست من خلال مراسلة تلقت «الشعب» نسخة منها، بضرورة التدخّل العاجل والوقوف على هاته الظاهرة التي إنعكست بشكل سلبي وخطير على نشاط الفلاحين، بتطبيق القوانين التي تتضمن قانون الماء على غرار القانون رقم 83-17 المؤرخ في 16 يوليو 1983، وكذا مواد الملكية العامة رقم (01-02)، وما جاء من مواد حق استعمال المياه، ومتابعة الأوامر المنصوصة لسقي الأراضي، والمواد الملزمة بنطاق الحماية، وتطبيق العقوبات الموضحة في المواد 143-144-148 التي تضمنها أحكام المالية.
أكد أحد فلاحي منطقة تيظاللاين في حديثه لـ»لشعب» أن هذه الظاهرة التي أصبحت تشهد استفحالا كبيرا وخطيرا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة حقيقية تمسّ بالغطاء النباتي جراء نهب الرمال لأحد المناطق الفلاحية بعاصمة الأهقار، والتي يمنع فيها إستخراج الرمال أو نقلها أو حتى إستعمالها وهذا حسب عديد من المراسيم التنفيذية، التي حددت وضبطت الأماكن المسموح أخذ الرمال منها.
في نفس السياق، أعرب المتحدث عن إستيائه لتحايل بعض الفلاحين الذين إستغلوا مناقب تمّ حفرها من طرف مديرية الموارد المائية في وقت سابق، ليتم استغلالها من طرف بعض الفلاحين لبيع الماء.
وأضاف (م.ب) أن الأمر أصبح أشبه بالفوضى، حيث قام بعض الفلاحين بحفر أبار أخرى من أجل بيع الماء دون حتى القيام بتحاليل لمياه هاته الآبار والتحقق من صلاحيتها للإستهلاك، غير أبهين أو مبالين بالخطر الذي من الممكن أن ينجم عن هاته المياه المسوقة، وعن المشكل الذي تعاني منه المنطقة، في الآونة الأخيرة جراء تذبذب تساقط الأمطار، ما إنعكس سلبا على نشاطهم.
ومن جهتهم أكد الفلاحون أن إستمرار هاته الظاهرة وتزايدها دون إتخاذ إجراءات عملية من طرف السلطات المحلية من شأنه أن يشكّل خطر حتى على الخزانات الجوفية للمنطقة بصفة عامة، بما أنها تمتلىء نتيجة هطول الأمطار الصيفية، مما يحتم الأخذ بالحسبان كمية المياه المستقبلية في السنوات القادمة نظرا لتذبذب تساقط الأمطار في هاته المنطقة، الأمر الذي يتطلب حسبهم إنشاء سدود باطنية وممهلات على مستوى الوادي للسماح للمياه الجارية أثناء عبور الوادي بالنفاذ إلى الخزان الباطني، ومنه المساهمة في الحدّ من مشكلة نقص المياه في الآبار.
هذا وعبر الفلاحون عن أملهم بالوقوف على هاته المشكلة في أقرب وقت والتصدي لمثل هذه الممارسات التي تضرّ بالإنسان والمحيط وتهدّد استمرار النشاط الفلاحي بالمنطقة.