تشهد عدد من بلديات ولاية بومرداس تذبذبا كبيرا في عملية التزوّد بمياه الشرب وأحيانا انقطاع تام لساعات طويلة جراء توقّف الإنتاج بمحطة تحلية مياه البحر ببلدية رأس جنات التي تموّن مناطق واسعة من الولاية بسبب الاضطراب الجوي الأخير الذي تسبّب في تعطيل المحطة، فيما تعاني هذه المناطق من غياب بدائل ومصادر تموين مؤقتة نتيجة ضعف الشبكة وتوقّف قنوات الجر انطلاقا من نظام سدّ تاقصبت.
تتواصل إلى لحظة كتابة هذه الأسطر جفاف الحنفيات عبر عدد كبير من البلديات والأحياء التي تتزوّد انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر، حيث شمل الانقطاع أغلب المنطقة الشرقية بدءا من رأس جنات، أعفير، دلس، زموري، برج منايل، لقاطة، تيمزريت، إضافة إلى حي الكرمة ببلدية بومرداس.
وكشفت مصادر من مؤسسة الجزائرية للمياه، أن الاضطراب مسّ كذلك بلديات قورصو، بودواو، بودواو البحري، تيجلابين والثنية، في حين أرجعت سبب الانقطاع إلى خلل تقني أصاب محطة الإنتاج نتيجة سوء الأحوال الجوية وحالة البحر المتقلبة، كما وعدت زبائنها بعودة التموين مباشرة بعد استقرار حالة البحر.
هذه الحالة التي تسببت في شلل تام في نظام تزويد المواطنين بمياه الشرب ليست الأولى، حيث شهدت المنطقة حالات مماثلة السنة الماضية وما قبلها جراء توقف محطة تحلية البحر عن معالجة المياه وضمان عملية التموين العادي لنصف بلديات الولاية تقريبا، حيث تحوّلت الاضطرابات الجوية إلى هاجس فعلي للمواطن في ظلّ غياب البدائل وأنظمة الربط البديلة للحيلولة دون حدوث أزمة مماثلة قد تطول في حالة استمرار التقلبات الجوية.
مع العلم أن محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات شكّلت بديلا رئيسيا خلال أزمة الجفاف السابقة وانخفاض منسوب أغلب السدود بالولاية وحتى جفافها بالكامل كسد قدارة ونظام تاقصبت الذين يموّن جزء آخر من بلديات الولاية، كما تمّ الاستنجاد بها أيضا لدعم قناة الجر الرئيسية التي تمون العاصمة انطلاقا من تاقصبت بـ50 ألف متر مكعب يوميا حسب مدير الموارد المائية لمواجهة أزمة التموين الحادة الصائفة الماضية.
وبهدف تثمين قدرات الإنتاج الحالية بهذه المحطة الرئيسية المقدرة بـ 100 ألف متر مكعب يوميا ومواجهة ندرة مياه الشرب مستقبلا وتنويع المصادر، تدعّمت الوحدة بمشروع هام للتوسعة ورقع مستوى الإنتاج والمعالجة إلى 400 ألف متر مكعب يوميا في إطار المشروع الاستعجالي التي سطّرت السلطات العمومية وبالتنسيق بين كل من وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الموارد المائية، وهو من بين المشاريع الإستراتيجية الثلاثة المبرمجة للانجاز منها محطة المعالجة لتيبازة وأخرى بولاية بومرداس على مستوى بلدية قورصو بطاقة إنتاج تصل إلى 80 ألف متر مكعب، حيث انطلقت بها الأشغال وينتظر أن تسلم قريبا.