حالة من الاستنفار القصوى تلك التي عاشها عاصمة الغرب الجزائري، وهران، مع بداية التساقطات المطرية الأولى، تحسبا لأيّة كارثة، سيما بالمواقع المهدّدة بالفيضانات، المعروفة بالمنحدرات وضيق البالوعات وقلّتها وفوضوية توزيعها.
سجّلت شركت المياه والتطهير «سيور» وهران الأيام الأخيرة أكثر من 20 نقطة سوداء، حسبما علم لدى نائب مدير التطهير، فؤاد زياني.
أكّد أنّ «غلب هذه التدخلات سجّلت بالمجمّع الحضري لوهران، خاصة بالجهة الشرقية، على غرار محور الدوران لحي الصباح وأول نوفمبر وحي ملنيوم، إضافة إلى ثلاث نقاط ببلقايد، التابعين في مجملهم لدائرة بئر الجير، ناهيك عن دائرة السانية وبلدياتها.
وقد سخّرت الجهات المعنية كافة الإمكانيات المادية والبشرية لشفط المياه وتحرير الطرقات، فيما تتواصل التساقطات المطرية إلى غاية يوم الأحد 7 نوفمبر، حسب توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية.
بلدية الكرمة تغرق في الأوحال
في زيارة لـ «الشعب» إلى عديد المناطق التي غمرتها مياه الأمطار، سيما الطرقات والأرصفة والسكنات الفوضوية، وقفت على حجم المعاناة ببلدية الكرمة، التابعة لدائرة السانية التي تحوّلت إلى مناطق منكوبة، جراء الأمطار الطوفانية المفاجئة التي تسبّبت في شل حركة السير وإغراق أحياء بأكملها، نتيجة تراكم المياه وتجمّع الأوحال والأوساخ.
وقد عبّر السكان عن تذمّرهم من تواصل مشكل انسداد البالوعات وسياسة البريكولاج والترقيع، التي طالت حتى طرقات وسط البلدية، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة عمليات ترميم وتهيئة واسعة؛ هو ما جعل محدّثونا يطالبون السّلطات الولائية بالتدخل العاجل لمتابعة الوضعية الكارثية التي أرجعوها إلى اهتراء الطرقات والنقص الفادح في قنوات الصرف الصحي والغش في إنجاز مختلف الشبكات.
كما طالبوا بتهيئة سوق الخضر والفواكه بوسط البلدية، الذي يغرق في الأوحال والسيول، رغم الشكاوى المتكررة في صورة تعكس تسيب السلطات المحلية ولا مبالاتها، لاسيما وأن الظاهرة تطرح كل موسم ماطر.