تعد ولاية مستغانم من بين الولايات الرائدة في مجال إنتاج مادة البطاطس، وتحتل المرتبة الثالثة وطنيا، كما تتميز بإنتاج 3 مواسم منها الموسمية، المبكرة والمتأخرة أو ما يعرف بطاطس آخر الموسم.
حسب الأمين العام للغرفة الفلاحية عبد الله تواتي، فإن مستغانم تتميز بالإنتاج المبكر في مادة البطاطس، وتدخل للسوق مبكرا سواء تعلق الأمر بـالمتأخرة التي تدخل في شهر نوفمبر والمبكرة تدخل في شهر مارس، كما يفوق الإنتاج 12 ألف هكتار في الموسم، وقد يصل حتى 16 ألف هكتار في كامل السنة في مختلف المواسم.
هذا وأرجع عبد القادر بن دحة رئيس المجلس الولائي المهني المشترك لشعبة البطاطا سبب الارتفاع الجنوني في الأسعار خلال الفترة الأخيرة إلى عدة معطيات، في مقدمتها 3 سنوات من وباء كورونا أدى إلى نقص الإنتاج، فيما زاد الطلب فجأة على هذه المادة الأساسية خاصة بعد رفع الحجر وفتح المطاعم.
إلى جانب الارتفاع الفاحش في المدخلات الفلاحية سواء الدواء والبذور وخاصة غلاء الأسمدة، بحيث توجد أنوع يتم استيرادها من الخارج التي ارتفع سعرها هي الأخرى فمثلا نوع «MAP 12/52» الذي كان سعره 410 دولار للطن الواحد، فيما ارتفع السعر إلى 800 دولار للطن الواحد، ضف إلى ذلك عامل النقل البحري الذي زاد بأضعاف، وهو الأمر الذي غير في معادلة الأسعار، ممّا أثّر على تكلفة الإنتاج.
وحسب المصالح الفلاحية لولاية مستغانم، من المنتظر إنتاج ما يفوق 570 ألف قنطار من محصول البطاطا المتأخرة بعد جني 2.288 هكتار من المساحات المغروسة أغلبها بمناطق السوافلية والصفصاف ووادي الخير وعين تادلس خلال هذه الحملة، حيث انطلقت مؤخرا أولى عمليات جني محصول البطاطا المتأخرة، فيما تم إنتاج 8 آلاف قنطار من البطاطس آخر الموسم بعد جني 40 هكتار بمردود يقدر بـ 200 قنطار في الهكتار، يضيف ذات المصدر.
ومن خلال التدفق التدريجي لمحصول البطاطا المتآخرة من مستغانم مدعما بمنتوج ولايتي الوادي ومعسكر نحو مختلف الأسواق، ستعرف الأسعار تراجعا كبيرا في هذه المادة واسعة الاستهلاك.
للتذكير، بلغ إنتاج ولاية مستغانم خلال الموسم الفلاحي 2020-2021 من البطاطس ما يفوق 5 ملايين قنطار بفضل الحملات الثلاث الموسمية المبكرة والمتأخرة التي سمحت بتوفير هذا المحصول الفلاحي طيلة السنة.
وفي إطار التدابير المتخذة لدعم القدرة الشرائية للمواطن، وضبط السوق وكسر احتكار المضاربين لهذه المادة الأساسية بأسعار تنافسية، قامت المصالح الفلاحية بالتنسيق مع المصالح التجارية بتفريغ 2000 قنطار من البطاطس المخزنة على مستوى غرف التبريد لدى أحد المتعاملين الاقتصاديين وبيعها بسعر 50 دج للكيلوغرام الواحد من المنتج إلى المستهلك مباشرة، تلبية لاحتياجات الطلب المتزايد على هذه المادة الواسعة الاستهلاك.
إلى جانب تفريغ 40 طنا من مادة البطاطا المحجوزة، وبيعها مباشرة للمستهلكين بسعر 50 دج للكيلوغرام على مستوى المؤسسة العمومية لتعبئة المواد الغذائية بمستغانم.
وسمحت الأمطار المتساقطة التي شهدتها مختلف مناطق مستغانم، ببعث الأمل في نفوس الفلاحين، حيث عبر هؤلاء عن فرحتهم الكبيرة. مؤكدين أن نجاح الموسم الفلاحي مرهون بكميات الأمطار التي تمتصها التربة والغطاء النباتي.
وأكّد آخرون أن هذه الكمية المتساقطة كافية لانطلاق موسم الحرث والبذر الذي كانوا بانتظاره، كما لها أهمية كبيرة على بساتين الحمضيات وتعطي جودة عالية للأشجار المثمرة فضلا عن حمايتها من الأمراض الحشرية.