مشاكل حقيقية تهدّد أراضي سهل العبادلة ببشار

مطالبة بحلول لإنعاش النّشاط الفلاحي

بشار: موسى دباب

يعاني عدد من الفلاحين والموالين بمنطقة سهل العبادلة بولاية بشار، من عدة مشاكل على غرار نقص مياه السقي وقلة الدعم الفلاحي وعلف المواشي، مطالبين برد الاعتبار لهذا السهل الذي يعد الأكبر في إفريقيا، مطالبين بالوقوف على مشاكلهم وإيجاد حلول لمجابهة التحديات التي يعيشونها.
 طالب الفلاحين الجهات الوصية بإيجاد حلول عاجلة لأزمة شح مياه السقي، التي ضربت المنطقة منذ بداية فصل الصيف، والتفكير في إعادة إنعاش السدود، خصوصا سد جرف التربة بالقنادسة، وسد العبادلة، وتوفير احتياجات الفلاحين المتمثلة في توفير مياه السقي والعتاد وتوزيع الأراضي غير المستغلة على الفلاحين، لمواصلة نشاطهم الفلاحي، ورفع معدلات الإنتاج في المنطقة.
كما طالب بعضهم بإيجاد حل لأشجار الغيب من نوع «فريسڨ» التي أضحت تشكل لهم إزعاجا بسبب جلبها  للحشرات الضارة، آملين أن يعود سهل العبادلة لسابق عهده مصدرا لجميع الخضر والفواكه بمنطقة الجنوب الغربي.

شباب متحمّسون للفلاحة
ينتظر العديد من الشباب الحاصل على شهادات في المجال الفلاحي بمنطقة العبادلة دعما من الدولة ومنحهم أراضي فلاحية بسهل العبادلة، مشيرين إلى أن هناك العديد من هذه الأراضي غير مستغلة، غادرها أصحابها بسبب الجفاف وقلة الأمطار، وخوفا من المزيد من الخسائر.
ولفتوا إلى أن هناك تجارب ناجحة استطاع أصحابها تحويل أراضي كانت جرداء إلى أراضي فلاحية ذات منتوج وفير للخضر كمنطقة « قير» في سهل العبادلة، وراهن هؤلاء الشباب على تحقيق نتائج إيجابية من شأنها أن ترد الاعتبار لسهل العبادلة و تعطي دفعة قوية للإقتصاد المحلي، وقالوا إنهم مستعدون لإثبات جدارتهم في الميدان ومتحمسون  للاستصلاح الأراضي التي لا يتمنون رؤيتها وهي قاحلة وجرداء، على حد تعبيرهم.

نقص المياه يؤرق الفلاحين ومواشي مهدّدة بالعطش
 من جهتهم، أبدى موّالو بلدية العبادلة تذمّرهم من مشكل شح الدعم في مادة النخالة، حيث قالوا إنّ كميات العلف التي يتحصلون عليها من المصالح الفلاحية لم تكف مواشيهم، وقال العماري عبد الوهاب أحد الموالين بمنطقة «حماقير» بالعبادلة، إنه يمتلك 400 رأس غنم، لكنه لا يتلقى إلا 5 أطنان من مادة النخالة في مدة تتراوح بين ستة إلى سبعة أشهر.
وأضاف أن الرأس الواحد من الماشية يستهلك رطل من النخالة يوميا، وأنه لو تم حساب الكمية بعدد رؤوس الأغنام التي يمتلكها لأصبحت تصل إلى 10 أطنان، وهو ما جعل الموالين - حسبه -  يلجأون إلى شراء علف النخالة من الأسواق بأسعار باهضة تتراوح بين 4000 دينار إلى 5000 دينار للقنطار.
وإلى جانب مشكل نقص العلف، طرح عشرات الموالين مشكل قلة المياه وسط موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة هذه الأيام، إذ قال أحدهم إنه يقطع مسافة طويلة تتراوح بين 40 إلى 60كلم، من منطقة «حماقير» نحو المناطق التي تتواجد بها آبار، مثل منطقة «جرف الباردة»، غير أنه يتفاجأ بطابور من مربي الماشية ينتظرون دورهم لأجل سقي الماء، ويخشى هؤلاء الموالين أن يؤدي بهم مشكل نقص المياه وموجة الجفاف إلى الإضرار بمواشيهم، مما قد يجبرهم على هجرة المنطقة.
ويحتوي سهل لعبادلة بولاية بشار، على عديد المحاصيل الفلاحية المتنوعة، مثل الطماطم والفلفل والبطيخ والزيتون والكروم وغيرها من المحاصيل المقاومة للحرارة، ويشتهر بإنتاج التمور ذات الجودة العالية هذا السهل تقدر مساحته بحوالي 5400 هكتار.
كما يوجد بمنطقة العبادلة عدد كبير من الإبل والمواشي، إلى جانب نشاطات أخرى كتربية النحل، كما تشتهر المنطقة بنبتة الترفاس التي تنمو بكثرة بعد تساقط كميات كبيرة من الأمطار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024